Contact Us
Ektisadi.com
أدب

إصرار امرأة

4 ديسمبر 2025
الكاتبة فدى الحاج (إقتصادي.كوم)

الكاتبة فدى الحاج (إقتصادي.كوم)

لم تكن أقوى من غيرها… لكنها كانت تعرف أن الطريق لا يُفتح لمن ينتظر، بل لمن يجرؤ ويخطو.

كل من حولها قالوا إن حلمها كبير، لا تستطيع تحقيقه، وإنه أكبر من طاقتها، وأن عليها أن ترضى بما هو مكتوب.

كانت تبتسم وتقول: "إن المكتوب يمكن أن تُعاد كتابته حين تمسك المرأة قلمها."

استيقظت في صباحٍ باكر؛ كانت السماء مُلبّدة بالغيوم، لكن طاقتها كانت أقوى من ذي قبل بكثير. أحضرت كوبًا من الشاي، وأضاءت القنديل، ثم جلست على أريكة قديمة تحمل ملامح الدفء. أخذت قلمها بيدها وراحت تكتب.

كانت تواجه الأبواب المغلقة، وتقاوم الخيبة بابتسامة، وتقول: "ربما ليس الآن… لكنه قريب!"

وفي تلك اللحظة بالذات، لمعت فكرة في ذهنها شرارةً أولى، تستضيء بنورها مسارًا لطريقٍ طويل.

كتبت، ثم توقفت، ثم تابعت وهي تقول بصوتٍ هادئ: "لن أتراجع… أنا أقترب."

ومع أول انكسار للغيوم، دخل خيط من الشمس إلى غرفتها، كأنه يوقّع معها اتفاقًا بثقة، أن ما تُصِرّ عليه سيحدث، وأن المرأة التي تعرف قيمة نفسها لن يوقفها أحد.

نظرت في مرآتها، تنفست بعمق، وأحسّت أن كل خطوة خطتها حتى الآن كانت حجر الأساس لما سيأتي.

دفترها الذي كان شاهدًا على أحلامها، أصبح الآن شاهدًا على ولادة عزيمة لا تهتز.

كتبت، ثم توقفت، ثم تابعت وهي تقول بصوتٍ هادئ: "لن أتراجع… أنا أقترب."

ومنذ ذلك اليوم، لم يعد شيء يوقف طموحها، ولا تعيقها أي انتكاسة؛ فلن يحدّها حدّ، وستحوّل كل إصرارٍ إلى بداية تضيء خطواتها في كل طريق تمرّ فيه.

لا تنتظري إذنًا لتؤمني بنفسك، ولا تسمحي للخوف أو الشك أن يسرقا عزيمتك. وضعت هذه الكلمات توقيعًا في أسفل الورقة، لتكون نصيحة تعود إليها عند كل منعطف.