من غزة إلى لبنان... يوسي كوهين يكشف في “سيف الحرية” أسرار الموساد واستراتيجيات إسرائيل السرية
في عالم الاستخبارات، حيث الغموض يكتنف كل التفاصيل، جاء كتاب يوسي كوهين ليمنح القارئ نافذة نادرة على عمليات الموساد الأكثر سرية والأحداث التي شكلت السياسة الأمنية لإسرائيل في العقد الأخير، لا سيما في غزة ولبنان.
يحمل الكتاب عنوان “The Sword of Freedom: Israel, Mossad, and the Secret War”، ويجمع بين السيرة الذاتية لكوهين الذي شغل منصب المدير العام للموساد من 2016 حتى 2021، وبين تحليل استراتيجي دقيق للتحديات التي واجهها الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، مع تسليط الضوء على الأخطاء والنجاحات والقرارات الحاسمة التي اتخذت خلف الكواليس.
تفاصيل الإصدار
المؤلف: يوسي كوهين، المسؤول السابق عن قيادة الموساد، والذي بعد مغادرته الجهاز أصبح رئيسًا لشركة SoftBank Investment Advisers في إسرائيل.
تاريخ الإصدار: 16 سبتمبر 2025
دار النشر: Broadside Books، الولايات المتحدة الأمريكية
عدد الصفحات: حوالي 288 صفحة
الصيغ المتوفرة: نسخة مطبوعة بغلاف صلب، نسخة ورقية، إصدار إلكتروني، وإصدار صوتي
أبرز مضامين الكتاب بالتفصيل
1. كشف الأخطاء والإخفاقات الاستخباراتية
كوهين لم يكتف بسرد النجاحات، بل تحدث عن إخفاقات مهمة للموساد، بما في ذلك الثغرات التي سمحت ببعض الهجمات الكبرى. هذه الصراحة أثارت جدلاً واسعًا لأنها تظهر حدود الجهاز وتحدياته في مواجهة التهديدات متعددة الأبعاد.
2. انتقادات مباشرة للقيادة السياسية
الكتاب يتضمن انتقادات للقيادات السياسية التي لم تأخذ بعض التحذيرات الاستخباراتية على محمل الجد. هذا البعد السياسي حساس، لأنه يكشف التوتر بين الأجهزة الأمنية وصناع القرار، ويبرز أهمية أخذ التحليلات الاستخباراتية على محمل الجد قبل وقوع الأزمات.
3. العمليات السرية وتجنيد العملاء
كوهين يروي كيف حاول الموساد تجنيد عملاء داخل شبكات معادية، بما في ذلك مجموعات مرتبطة بـ حزب الله اللبناني وحماس في غزة. هذه التفاصيل تبرز استراتيجية إسرائيل لمواجهة التهديدات من الداخل والخارج، وتوضح تعقيد العمل الاستخباراتي الذي يمتد خارج حدود إسرائيل.
4. رؤية خاصة للبنان وحزب الله
الكتاب يسلط الضوء على حزب الله كتهديد مركب لإسرائيل، ليس فقط عبر القدرات العسكرية، بل عبر شبكات التجسس والعمل السياسي والإقليمي.
كوهين يوضح أهمية تجنيد عملاء داخل لبنان للحصول على معلومات استخباراتية دقيقة حول نشاطات الحزب.
من أبرز الشخصيات المذكورة في الكتاب: “عبد الله” (اسم مستعار)، عميل لبناني مقرب من عماد مغنية، قائد العمليات في حزب الله.
عبد الله جُند بواسطة الموساد لتوفير معلومات استراتيجية وحساسة عن التنظيم الداخلي لحزب الله.
تمت مراقبته ضمن خطة دقيقة تضمن جمع معلومات دون كشف هويته أو تعريض حياته للخطر.
من خلال عبد الله، استطاع الموساد فهم شبكات حزب الله الإقليمية وخطوط التزويد عبر سوريا وإيران، وهو ما يعكس التوازن بين جمع المعلومات الاستخباراتية والحفاظ على سرية العمليات.
5. آراء مثيرة حول غزة وحماس
كوهين يؤكد أن الردع الإسرائيلي لا يقوم على القوة العسكرية وحدها، بل على التحليل الاستراتيجي واتخاذ القرارات المدروسة، وهو ما أثار نقاشًا بين النقاد حول المقاربة الأمنية والسياسية تجاه الصراع الفلسطيني.
6. مستقبل التجسس في عصر التكنولوجيا
الكتاب يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي على عمل الأجهزة الاستخباراتية، مع التركيز على المخاطر والفرص التي توفرها هذه التطورات، وكيف يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة في التجسس والمراقبة.
7. مزيج بين السيرة الذاتية والتحليل الاستراتيجي
أسلوب الكتاب فريد، إذ يجمع بين قصص شخصية مليئة بالتفاصيل وبين تحليل استراتيجي شامل، مما يعطي القارئ إحساسًا بأنه داخل غرفة القرار ويتابع كيف تم التعامل مع التهديدات الداخلية والخارجية، بما في ذلك لبنان وغزة.
أهمية الكتاب
وصف النقاد الكتاب بأنه “صندوق أسرار الموساد”، لأنه يكشف عن عمليات سرية، إنجازات، إخفاقات، ورؤى مستقبلية لمواجهة التحديات. يقدّم الكتاب نظرة نقدية على الثقافة الإسرائيلية في التخطيط للأمن الوطني ويطرح أسئلة حول الأخلاقيات في التجسس وعلاقة الأجهزة الأمنية بالقيادة السياسية.
إضافةً إلى ذلك، تقديم تفاصيل حول لبنان وحزب الله، مع شخصية عبد الله التي جُندت لتوفير معلومات حيوية، يجعل الكتاب مرجعًا مهمًا لكل من يهتم بالأمن الإقليمي والصراع العربي-الإسرائيلي، حيث يعكس كيف تتداخل السياسة والاستخبارات والأمن العسكري في المنطقة، مع الحفاظ على سرية التفاصيل الحساسة.