النحاس يواصل صعوده نحو مستوى قياسي بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة

ارتفعت أسعار النحاس يوم الخميس مقتربة من مستوى قياسي جديد، مدفوعة بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وسط توقعات بأن يستمر التيسير النقدي في دعم المعادن الصناعية خلال الفترة المقبلة، نقلا عن بلومبيرغ.

وصعد النحاس بما يصل إلى 1.5% في التعاملات المبكرة في لندن قبل أن يتراجع عن جزء من مكاسبه، فيما أبقى الفيدرالي على توقعاته السابقة بخفض إضافي واحد فقط في العام المقبل، مع إشارة في بيانه إلى زيادة الغموض بشأن مسار السياسة النقدية.

وتزامن ذلك مع موقف داعم من الصين، حيث أكدت بكين أنها ستواصل سياستها المالية "الاستباقية" وتبني سياسة نقدية "متساهلة بشكل معتدل"، ما عزّز توقعات بزيادة الطلب الصناعي من أكبر مستهلك للمعادن في العالم.

وحافظت المعادن الصناعية على مسار صعودي خلال الأشهر الماضية، مستفيدة من تراجع تكاليف الاقتراض وتوقعات نمو الطلب العالمي. وارتفعت أسعار النحاس بأكثر من 30% منذ بداية العام، بدعم من اضطرابات الإنتاج في عدد من المناجم العالمية ومخاوف من نقص الإمدادات، خصوصاً مع تسابق التجار لشحن كميات إضافية إلى الولايات المتحدة تحسباً لفرض رسوم جمركية محتملة العام المقبل.

كما يعزز التوسع المستمر في مشروعات الطاقة المتجددة من ألواح شمسية وشبكات كهرباء وتوربينات هوائية الطلب طويل الأمد على المعدن، وسط توقعات بأن يبقى السوق تحت ضغط نقص المعروض خلال السنوات المقبلة.

وبحلول الساعة 12:43 ظهراً بتوقيت شنغهاي، ارتفع النحاس 0.5% إلى 11,612.50 دولاراً للطن في بورصة لندن للمعادن. وصعد الألمنيوم 0.3% والزنك 0.1%، فيما تراجع خام الحديد في سنغافورة 0.8% إلى 101.90 دولاراً للطن.

ويتابع المستثمرون عن كثب مزيج السياسات الأميركية والصينية باعتباره العامل الأساسي الذي سيحدد اتجاه أسعار المعادن خلال الربع الأول من 2026، في وقت يشهد السوق العالمي تقلبات حادة بين توقعات النمو الصناعي ومخاوف ضعف الاقتصاد العالمي.