تايوان تعزز دفاعاتها بـ40 مليار دولار لمواجهة الصين
أعلن رئيس تايوان، لاي تشينغ-تي، أن بلاده تعتزم تخصيص 40 مليار دولار إضافية لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التهديدات الصينية، وذلك في مقال رأي نشره في صحيفة واشنطن بوست. واعتبر لاي أن هذه الخطوة، التي كانت متوقعة منذ فترة، ضرورية لردع بكين عن استخدام القوة ضد الجزيرة الديمقراطية.
وأوضح أن هذا الإنفاق سيكون جزءًا من موازنة تكميلية تهدف إلى تمويل صفقات أسلحة كبيرة من الولايات المتحدة، إضافة إلى تعزيز القدرات غير المتماثلة لتايوان بشكل واسع. وقال: "لا دولة ستكون أكثر إصرارًا على حماية مستقبل تايوان منّا نحن أنفسنا" في إشارة غير مباشرة إلى تصريح سابق للرئيس دونالد ترامب قال فيه أثناء حملته إن تايوان "يجب أن تدفع" مقابل الحماية الأميركية من التهديدات الصينية.
وخلال مؤتمر صحافي الأربعاء في تايبيه، أعلن لاي أن مبلغ 1.25 تريليون دولار تايواني سيتم إنفاقه بين عامي 2026 و2033، دون تقديم تفاصيل عن مصادر التمويل. من جانبه، قال وزير الدفاع ويلينغتون كو إن الأموال ستذهب إلى مجموعة واسعة من المنصات والمعدات العسكرية، من بينها الصواريخ والطائرات المسيّرة.
ورحبت الولايات المتحدة بهذه الخطوة، إذ قال ريموند غرين، رئيس مكتب التمثيل الأميركي في تايوان، إن الإعلان يمثل "خطوة كبيرة نحو الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان عبر تعزيز قوة الردع".
وشهدت الأسواق التايوانية ردّ فعل إيجابيًا، إذ ارتفع مؤشر الأسهم لليوم الثالث بنسبة 1.9%، كما صعد الدولار التايواني بنسبة 0.3% ليصل إلى 31.33 أمام الدولار الأميركي.
ويأتي مقال لاي وسط تصاعد التوتر بين بكين وطوكيو، والذي استدرج واشنطن إلى المشهد. فقد أثارت رئيسة الوزراء اليابانية سناي تاكايتشي غضب الصين بعد أن أصبحت أول رئيس وزراء ياباني منذ عقود يربط علنًا بين أزمة محتملة في مضيق تايوان واحتمال مشاركة قوات بلاده.
وخلال مكالمة هاتفية استمرت ساعة مع ترامب يوم الاثنين، استغل الرئيس الصيني شي جينبينغ الخلاف مع اليابان لتأكيد سيادة بلاده على تايوان وربما التأثير في السياسة الأميركية. وبعد ساعات، قالت تاكايتشي إن ترامب اتصل بها لإطلاعها على تفاصيل المحادثة مع شي، وتجديد التأكيد على متانة العلاقة مع أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في آسيا.
وعند سؤاله حول تصريحات تاكايتشي وردّ بكين، دعا لاي الصين إلى التصرف كـ"قوة كبرى مسؤولة".
وبحسب بلومبيرغ اليوم الأربعاء، فإن مقال لاي في واشنطن بوست يأتي ضمن سلسلة من التحركات التي يسعى من خلالها للتواصل مع الرأي العام الأميركي عبر وسائل إعلام أميركية، في ظل حساسية هذا النوع من الاتصالات بسبب اعتراض الصين على أي علاقات رسمية بين الدول وتايوان.