أوتاوا وألبرتا تتقدّمان نحو خط أنابيب جديد وسط انهيار كربون

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أنّ حكومته تتفاوض مع مقاطعة ألبرتا للتوصل إلى اتفاق يوفّر “الشروط اللازمة” لإنشاء خط أنابيب جديد لنقل النفط من غرب كندا إلى الساحل الغربي، وهو مطلب أساسي لرئيسة حكومة ألبرتا دانييل سميث وكثير من سكان المقاطعة. لكن كارني أوضح أن المصافحة المرتقبة يوم الخميس لا تعني أن المشروع أصبح جاهزًا للتنفيذ، إذ لا يزال هناك الكثير من العقبات.
وفي كلمة أمام البرلمان، قال كارني إن موافقة حكومة بريتيش كولومبيا وحقّ أصحاب الأراضي من الأمم الأولى شرط أساسي، بينما تعارض حكومة بريتيش كولومبيا وعدد من المجموعات الأصلية المشروع حتى الآن.
وذكرت بلومبيرغ اليوم الأربعاء أن الحكومة الفيدرالية وضعت شرطًا رئيسيًا في مفاوضاتها مع ألبرتا: إصلاح سوق تسعير الكربون الصناعي. وسيتضمّن الاتفاق المرتقب التزامًا من الحكومتين بوضع سعر أكثر استقرارًا وتوقعًا للكربون، باعتبار أن السعر الأعلى ضروري لدفع الشركات للاستثمار في تقنيات خفض الانبعاثات.
ورغم أن ألبرتا تدير سوقًا للكربون منذ سنوات، إلا أنه يعاني من خلل كبير؛ إذ انهار سعر الاعتمادات في نظام TIER إلى نحو 18 دولارًا كنديًا (12.77$) للطن فقط، أي ما يعادل خمس السعر الفعلي البالغ 95 دولارًا كنديًا (67.40$) للطن. وهذا يجعل العائدات غير كافية لتحفيز الشركات على الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة.
ويمثّل رفع سعر الكربون أهمية قصوى بالنسبة لكارني بعدما خفّف أو ألغى أو ألمح إلى إمكانية إلغاء عدد من سياسات البيئة التي اعتمدها جاستن ترودو، بما فيها ضريبة الكربون على المستهلك وسقف الانبعاثات لقطاع النفط والغاز.
أكبر مشروع لخفض الانبعاثات في قطاع النفط والغاز هو مشروع Pathways، الذي يتضمن التقاط ثاني أكسيد الكربون من مواقع الإنتاج ونقله عبر خط أنابيب ليُحقن تحت الأرض قرب منطقة كولد ليك، وتبلغ كلفته نحو 16.5 مليار دولار كندي (11.71مليار$) بحسب حكومة ألبرتا. وترى سميث أن الجمع بين بناء خط الأنابيب ومشروع Pathways يُشكّل “صفقة كبرى”، بينما تسمّيه الحكومة الفيدرالية "Pathways Plus Pipeline".
لكن انهيار أسعار الاعتمادات الكربونية زاد من صعوبة الجدوى الاقتصادية للمشروع، إذ تطالب شركات النفط بضمانات حكومية لسعر الكربون لدعم استثماراتها في أنظمة الحد من التلوث.
وقال وزير في حكومة ألبرتا، جيسون نيكسون، إن المفاوضات حققت “تقدمًا كبيرًا” وإن النتائج ستظهر قريبًا.
أما أسباب ضعف سوق الائتمانات الكربونية فتعود إلى استخدام الشركات الكبرى للاعتمادات التي تولّدها أو تشتريها لتغطية جزء من التزاماتها الضريبية على الكربون، إضافة إلى أن وتيرة خفض الانبعاثات كانت سريعة جدًا في السنوات الأخيرة بسبب التخلص التدريجي من الفحم في إنتاج الكهرباء، ما أدى إلى فائض من الاعتمادات يعادل 60 مليون طن متري من الغازات الدفيئة، وفق تقرير صادر عن مؤسسة Foundation Economics.
1 دولار كندي = 0.7095 دولار أميركي
