تاكايشي وميلوني تسرقان الأضواء بلقاء دافئ في قمة العشرين

وسط بحر من الرجال ببدلات داكنة وزعماء مجموعة العشرين التقليديين، برزت لحظة لافتة هذا الأسبوع جمعت بين امرأتين شعبويتين في مشهد استحوذ على الاهتمام.
فخلال قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، بدا الحماس واضحًا عندما التقت رئيسة الوزراء اليابانية سانايي تاكايشي بنظيرتها الإيطالية جورجيا ميلوني للمرة الأولى يوم السبت. فقد وثّقت وسائل الإعلام اليابانية اللحظة التي فتحت فيها تاكايشي، 64 عامًا، ذراعيها على اتساعهما ونادت "ميلوني!" قبل أن تعانقها بحرارة. ميلوني، 48 عامًا، التي ظهرت بملامح متجهمة معظم القمة، بادلتها الابتسامة وأمسكت بيدها بحرارة، فيما بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الخلفية يراقب المشهد.
وبحسب بلومبيرغ اليوم الأحد، ورغم أن هذا التفاعل العفوي يعكس أسلوب تاكايشي الخاص، فإن اللقاء الأكثر أهمية كان يُفترض أن يكون مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، الذي يمثل بلاده في القمة. غير أن بكين أعلنت عدم وجود خطط لعقد هذا الاجتماع، بعد التصريحات التي أغضبتها بشأن تايوان.
ورغم أن تاكايشي ولي يقفان على مسافة ثلاثة أشخاص فقط في الصورة التذكارية، إلا أنهما لم يُشاهدَا وهما يتبادلان الحديث. وقد أعرب الجانب الياباني عن انفتاحه على لقاء محتمل، حيث قال نائب كبير الأمناء في الحكومة ماساناؤ أوزاكي إنه "لا يمكن استبعاد عقد اجتماع".
ورغم الأزمة الدبلوماسية المستمرة، منح التفاعل الحار مع ميلوني تاكايشي دفعة إيجابية في الداخل الياباني، إذ انتشر الفيديو على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. أسلوبها غير الرسمي كسر التقاليد الجامدة التي اتبعها رؤساء الوزراء اليابانيون من الرجال على مدى عقود، وأبرز حضورها على الساحة الدولية.
وكتب الصحافي الياباني ريوشو كادوتا على منصة X: "أشعر أنها المرة الأولى منذ عهد رئيس الوزراء آبي التي تعود فيها اليابان إلى قلب المجتمع الدولي"، في إشارة إلى mentor تاكايشي، شينزو آبي. وعلّق مستخدم آخر: "من قال إن السيدة تاكايشي لا تجيد الدبلوماسية؟ إنها وحش اجتماعي بكل معنى الكلمة."
ومع غياب المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل عن الساحة الدبلوماسية، غالبًا ما تجد ميلوني نفسها المرأة الوحيدة بين رجال كبار في السن. وعلى غرار تاكايشي، تُعد أزياؤها وطابعها الشخصي جزءًا من هويتها السياسية وموضع متابعة إعلامية.
وهناك أوجه شبه أخرى أيضًا؛ فقد وصلت كلتاهما إلى السلطة بإرث محافظ في دول اعتاد فيها القادة على البقاء في مناصبهم لأقل من عام. ورغم الأجواء السياسية المتقلبة في روما، نجحت ميلوني في تجاوز حاجز السنوات الثلاث محقّقة إنجازات ملحوظة، بينها أول رفع التصنيف الائتماني لإيطاليا من "موديز" منذ أكثر من عقدين.
