تراجع أسهم الذكاء الاصطناعي في آسيا مع تصاعد عمليات البيع الأجنبية

تشهد أكبر أسواق الذكاء الاصطناعي في آسيا موجة بيع قوية من قبل المستثمرين العالميين، في أسرع وتيرة منذ سبعة أشهر، مع تراجع الشهية للمخاطرة وارتفاع التقييمات إلى مستويات مثيرة للقلق. وتبيّن من البيانات أنّ الأجانب باعوا ما يقارب 4.6 مليارات دولار من الأسهم التايوانية والكورية لكل منهما منذ بداية الشهر، ما يضع السوقين على مسار تسجيل أكبر تدفقات خارجة منذ آذار/مارس ونيسان/أبريل، في تطور يعكس ضغوطًا واضحة على القطاع.
ويأتي هذا التراجع وسط تباطؤ الزخم الذي قاد طفرة الذكاء الاصطناعي في آسيا خلال الفترات الماضية، في ظل تصاعد المخاوف بشأن تضخّم التقييمات وضعف التطابق بين الأرباح الفعلية والتوقعات المرتفعة. وبحسب بلومبيرغ، ساهم تراجع الآمال بخفض لمعدلات الفائدة من جانب الاحتياطي الفدرالي الأميركي في كانون الأول/ديسمبر في تقليص الرغبة العالمية بالمخاطرة.
وأشارت تقديرات محللين لدى فان إيك أسوشيتس كورب إلى أنّ العوامل الأخيرة دفعت المستثمرين إلى جني أرباح وتراجع قصير في المعنويات، ووُصف هذا التصحيح بأنه صحي، وفق ما نقلته بلومبيرغ. وقد اعتمدت الأسواق الآسيوية خلال الأشهر الماضية على الرهان بأن شركات البيك آند شوفل أي مورّدي الرقائق والمعدات اللازمة للسباق العالمي على الذكاء الاصطناعي ستكون أقل تأثرًا بتقلّبات السوق بدعم من الإنفاق المتواصل لشركات التكنولوجيا الكبرى.
لكن هذه الفرضية بدأت تتراجع، مع تعمّق الشكوك حول ما إذا كان صعود الذكاء الاصطناعي قد تجاوز نطاقه الطبيعي، إلى جانب مخاوف من تضخيم الإيرادات والتقييمات نتيجة سلسلة من الصفقات الدائرية بين الشركات، وفق ما أفادت بلومبيرغ.
وتأثرت السوق الكورية بشكل واضح، إذ تراجع مؤشر كوسبي عن مكاسبه الكبيرة التي وصلت إلى 84% منذ نيسان/أبريل. كما فقد مؤشر تايكس التايواني جزءًا من ارتفاعاته الأخيرة. أما في اليابان، فقد سجّل المستثمرون الأجانب أول صافي بيع منذ ستة أسابيع، مع التخلص من 2.3 مليار دولار من الأسهم حتى 7 تشرين الثاني/نوفمبر، لترتفع القيمة إلى 7.3 مليارات دولار عند احتساب العقود الآجلة، بحسب بيانات جابان إكستشينج غروب.
وفي الصين، ورغم غياب بيانات رسمية عن تدفقات الأجانب، دخل مؤشر هانغ سينغ تيك في مرحلة تصحيح تقني. كما زادت نتائج شركتي تينسنت وبايدو من مخاوف المستثمرين، بعد تراجع أسهمهما الجمعة؛ إذ خفّضت تينسنت توقعات إنفاقها الرأسمالي لعام 2025، بينما لم يحقق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد الذي قدّمته بايدو التأثير المتوقع في الأسواق.
