فيراري تبدأ رحلتها الكهربائية بمواجهة تحديات جديدة

أطلقت فيراري أول سيارتها الخارقة الكهربائية بالكامل، Elettrica، في خطوة تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشركة على نقل إرثها العريق المتمثل في الأداء والفخامة إلى عالم السيارات الكهربائية. الإعلان جاء خلال يوم المستثمرين في مارانيلو قبل بدء التسليم في أواخر 2026، لكنه شهد توقعات مالية مخيبة للآمال أدت إلى تراجع قياسي لأسهم الشركة في ميلانو.

تتميز Elettrica بأربعة محركات كهربائية بقوة إجمالية تزيد على 1000 حصان، وتسارع من 0 إلى 100 كم/س خلال 2.5 ثانية، مع سرعة قصوى تبلغ نحو 310 كم/س. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في نقل روح "الحصان الجامح" إلى سيارة تفتقد الأصوات والصخب المميز لمحركات البنزين التقليدية، ما يجعل تجربة القيادة العاطفية أحد العناصر الأساسية التي يجب الحفاظ عليها.

قال إدواردو شون، تاجر فيراري في ميلانو: "الأمر يتعلق بالعاطفة، والحرفية، وDNA السباق الذي تشعر به خلف عجلة القيادة. الاختبار الحقيقي لـ Elettrica سيكون فيما إذا كانت فيراري قادرة على إعادة خلق الاتصال والشغف في القيادة الذي يميز العلامة."

تواجه فيراري تحديًا مزدوجًا؛ الأول هو الحفاظ على ولاء العملاء التقليديين الذين يقدّرون صوت المحركات وتجربة القيادة التقليدية، والثاني هو المنافسة القوية من الشركات الصينية في سوق السيارات الكهربائية، حيث أصبحت BYD أكبر بائع عالمي للسيارات الكهربائية بالكامل، متفوقة على تيسلا بفارق يقارب 390,000 سيارة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.

ومن أجل التكيف مع هذه التغيرات، قلصت الشركة خطط إنتاج السيارات الكهربائية لتقليل الالتزام الاستثماري، لكنها أكدت استمرار تطوير الطرازات الكهربائية، مع وعد بإطلاق نموذج كهربائي آخر بحلول عام 2030. فيما قال الرئيس التنفيذي بينيديتو فيجنا: "الكهرباء بعد جديد بالنسبة لنا، إنها فرصة جديدة، ونواصل التطوير في هذا المجال."

تبلغ مسافة Elettrica نحو 530 كيلومترًا بالشحنة الواحدة، مع خيار شحن سريع يصل بالبطارية إلى 80٪ خلال 15 دقيقة. كما ركزت الشركة على ابتكار تجربة صوتية تشبه زئير محركات البنزين باستخدام تقنيات صوتية متقدمة و"ناقل حركة افتراضي" يحاكي شعور التعشيق دون الوصلة الميكانيكية، للحفاظ على الإثارة والتجربة الحسية الفريدة للعلامة.

ويشكل الوزن أحد التحديات، إذ أن البطاريات الثقيلة قد تؤثر على القدرة على الانعطاف والمكابح، ما يجعل الأداء الديناميكي للسيارة تحديًا هندسيًا يجب التغلب عليه.

تركز فيراري أيضًا على الأسواق الواعدة مثل الصين، حيث السيارات الكهربائية أكثر قبولًا، ويعمل فريق المبيعات على تعزيز العلاقة مع العملاء الأثرياء عبر فعاليات حصرية وتجارب قيادة خاصة ومجموعات تواصل. ويأمل المحللون أن تكون الصين مركزية في استراتيجية الشركة لكسب عملاء جدد للطراز الكهربائي الأول.

ومع نجاح فيراري كشركة فاخرة تعتمد على الندرة والتسلسل والطقوس، فإن الحفاظ على قيمة الشركة السوقية البالغة نحو 63 مليار يورو يضع عليها ضغوطًا إضافية، خاصة مع تراجع المضاعفات مؤخرًا واستمرار انخفاض الأسهم.

بعض العملاء الأوفياء عبّروا عن حماسهم للسيارة الجديدة، وقال كريستيان أبيلبرغ، رجل أعمال سويدي يمتلك ثماني سيارات فيراري: "فيراري دائمًا تبتكر شيئًا لا يظن الناس أنه ممكن — في التصميم، والأداء، والإحساس. سأقدم طلبًا على Elettrica بمجرد أن تتاح الفرصة، أنا أثق بهم تمامًا."