أدوية السرطان بـ200 مليار دولار بلا فاعلية مثبتة لإطالة العمر

أظهر تحليل أجرته وكالة بلومبيرغ اليوم الخميس أن صناعة أدوية السرطان، التي حققت ما لا يقل عن مئتي مليار دولار أميركي سنويًا، لا تستند في جزء كبير منها إلى علاجات مثبتة الفعالية في إطالة عمر المرضى، رغم الآثار الجانبية القاسية التي يعانيها كثيرون.

وبحسب تحليل بلومبيرغ نيوز، فإن أقل من نصف العلاجات التي خضعت للمراجعة أظهرت فائدة حقيقية في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، على الرغم من أن هذه الأدوية تمثل ركيزة أساسية في أرباح شركات الأدوية العالمية، متقدمة حتى على موجة أدوية السمنة.

وفي هذا السياق، تناول بودكاست «بيغ تايك» الذي تبثه بلومبيرغ، ملف ما يصفه بعض الأطباء بـ«مجمع صناعة السرطان»، حيث شرح كبير مراسلي شؤون الصحة في بلومبيرغ روبرت لانغريث، كيف ساهمت القوانين التنظيمية في فتح الباب أمام طرح أدوية جديدة باهظة الثمن، من دون أدلة حاسمة على فعاليتها السريرية.

وأشار التقرير إلى أن هذه السياسات لم تؤدِّ فقط إلى أعباء مالية ثقيلة على المرضى وأنظمة الرعاية الصحية، بل حملت أيضًا مخاطر صحية، إذ يخضع المرضى لعلاجات مرهقة جسديًا ونفسيًا مقابل فوائد محدودة أو غير مؤكدة.

ويعيد هذا الواقع طرح أسئلة جوهرية حول توازن الربح والابتكار من جهة، وحماية المرضى وضمان علاجات فعّالة قائمة على أدلة علمية صلبة من جهة أخرى، في واحدة من أكثر الصناعات ربحًا وحساسية في العالم.