خطة الاتحاد الأوروبي للسيارات الكهربائية تثير انتقادات مشتركة من الصناعة والمناخ

أثار اقتراح الاتحاد الأوروبي بتخفيف قواعد الانبعاثات الصارمة لدعم صناعة السيارات المتعثّرة موجة انتقادات نادرة جمعت بين شركات السيارات وجماعات المناخ، إذ اعتبر الطرفان أن الخطة لا تخدم أهدافهما، بل قد تُضعف مسار التحوّل إلى السيارات الكهربائية وتربك مستقبل الصناعة الأوروبية.
وفقاً لمصادر بلومبيرغ نهار الاربعاء , تتضمّن المقترحات، التي لا تزال قيد النقاش، إسقاط الحظر المرتقب على بيع المركبات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي، إلى جانب آليات تعويض مثل استخدام الفولاذ الأخضر والوقود المتجدّد. غير أن شركات السيارات والمورّدين يرون أن هذه الشروط تُحمّلهم أعباء إضافية مرتبطة بعوامل لا يملكون السيطرة عليها، ما يحدّ من قدرتهم على التخطيط والاستثمار.
في المقابل، حذّرت منظمات بيئية من أن الخطة تفتح ثغرات قد تُضعف استراتيجية الاتحاد الأوروبي المناخية وتُبطئ وتيرة انتشار السيارات الكهربائية، التي شهدت زخماً متزايداً خلال العام الماضي. واعتبرت أن الاعتماد على السيارات الهجينة القابلة للشحن لا يحقق خفضاً فعلياً في الانبعاثات مقارنة بالمركبات التقليدية.
وترافق الجدل مع ردود فعل سلبية في الأسواق، إذ تراجعت أسهم شركات كبرى مثل فولكسفاغن وستيلانتيس، وانخفض مؤشر «ستوكس أوروبا 600» لقطاع السيارات وقطع الغيار، ما يعكس قلق المستثمرين من تأثير هذه التوجهات على مستقبل القطاع.
بالاضافة , ومع انتقال المقترحات إلى البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء لمناقشتها وتعديلها قبل مفاوضات الصيغة النهائية، تشير عدة حكومات إلى نيتها الدفع نحو مزيد من التغييرات، خصوصاً في ما يتعلق بالسيارات الهجينة وآليات الامتثال للمعايير البيئية.
من جهتها، وصفت جماعات ضغط صناعية الخطة بأنها غير كافية و«كارثية» في بعض جوانبها، مطالبة بمزيد من المرونة حتى نهاية العقد الحالي، فيما حذّرت مجموعات تمثّل قطاع التنقّل الكهربائي من أن تراجع الطموح الأوروبي قد يمنح الصين وشركاتها المتقدمة، مثل BYD، أفضلية أكبر في سباق السيارات الكهربائية العالمي.
وفيما رأت بعض الشركات، مثل فولكسفاغن ورينو، أن المقترحات تشكّل خطوة أولى قابلة للبناء عليها، اعتبرت شركات أخرى كستيلانتيس وفولفو أن الخطة تهدّد تنافسية أوروبا على المدى الطويل، ولا توفّر الدعم الكافي لإنتاج سيارات كهربائية ميسورة الكلفة تلبي احتياجات غالبية المستهلكين.
ووفقاً لبلومبيرغ , يعكس هذا الانقسام الواسع حجم التحدي الذي يواجهه الاتحاد الأوروبي في التوفيق بين حماية الصناعة، وتحقيق أهداف المناخ، والحفاظ على موقعه في سوق السيارات الكهربائية العالمية المتسارعة.
