Contact Us
Ektisadi.com
تعليم وثقافة

جهود طلابية ناجحة تعيد التنوع العرقي إلى كلية القانون بجامعة هارفارد

الطلاب السود

شهد هذا العام الدراسي في كلية القانون في جامعة هارفارد ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الطلاب السود المنضمين إلى السنة الأولى، ليصل العدد إلى 50 طالبًا، وهو ما يزيد أكثر من الضعف مقارنة بالعام الدراسي الماضي 2024، حين انخفض العدد إلى 19 فقط. ويُعد هذا الرقم أحد أكبر أعداد الطلاب السود المسجلين في السنوات الأخيرة، ما يعكس انتعاشًا واضحًا بعد التراجع الملحوظ السابق.

وتُشير البيانات الرسمية الصادرة يوم الإثنين عن جمعية المحامين الأميركية (ABA) إلى أن نسبة الطلاب السود في صف السنة الأولى تبلغ هذا العام 8.6٪ من إجمالي الطلبة. وتحرص الجمعية على متابعة مجموعة متنوعة من البيانات المتعلقة بالطلبة، تشمل العرق، وعدد الطلبات المقدمة، ونسبة الذين يحصلون على منح دراسية ومساعدات مالية.

ومن اللافت أن بيانات ABA تظهر أيضًا أن كلية القانون بجامعة هارفارد كانت قد سجلت في عام 2022 نفس العدد من الطلاب السود في السنة الأولى، حيث بلغ 50 طالبًا، ما يعادل نسبة 8.8٪ من إجمالي صف السنة الأولى، وهو رقم يتقارب بشكل ملحوظ مع نسبة هذا العام. أثار التراجع الملحوظ في أعداد الطلاب السود المنضمين إلى السنة الأولى بكلية القانون في جامعة هارفارد خلال العام الماضي حالة من القلق والاهتمام، نظرًا للدور التاريخي الذي لعبته الجامعة كمهد لتنشئة الجيل الجديد من القادة السود في مجالات الأعمال والسياسة والثقافة. فقد كانت كلية القانون منذ سنوات طويلة منصة أساسية لإعداد نخبة من الطلاب الذين أصبحوا لاحقًا مؤثرين في الحياة العامة، ومن بين أبرز خريجيها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والقاضية في المحكمة العليا الأميركية كيتانجي براون جاكسون، ما يجعل أي تراجع في أعداد الطلاب السود أمرًا ذا دلالات كبيرة على مستوى التنوع والفرص داخل المؤسسة, بحسب بلومبيرغ.

وفي ضوء هذا التراجع، قام أعضاء جمعية الطلاب السود بكلية القانون بالعمل الدؤوب خلال العام الدراسي الماضي لتعزيز جهود جذب المزيد من المتقدمين السود. شملت هذه المبادرات المشاركة الفعالة في المؤتمرات الأكاديمية والمهنية، وتقديم المشورة والإرشاد للطلاب المحتملين حول كيفية تقديم طلباتهم بنجاح، بالإضافة إلى جهود تشجيعية للطلاب المقبولين لاختيار جامعة هارفارد على حساب مؤسسات تعليمية أخرى منافسة. وساهمت هذه الجهود الجماعية في تقوية شبكة التواصل بين الطلاب والمجتمع الأكاديمي، وبرزت كعامل مهم في إعادة تعزيز أعداد الطلاب السود في الصفوف القادمة، بما يعكس التزام الجامعة بالحفاظ على تنوعها الأكاديمي وتعزيز الفرص أمام جميع الطلاب.

وفي تعليق أشار شون وين الذي شغل منصب رئيس جمعية الطلاب السود في كلية القانون بجامعة هارفارد خلال العام الدراسي 2024–2025, حول جهود تعزيز تمثيل الطلاب السود : لقد بذلنا كل جهد ممكن لتعزيز شبكة التوظيف وجذب أفضل المواهب، والعمل على بناء بيئة تشجع الطلاب المتميزين على الانضمام إلى جامعتنا. ويُذكر أن وين تخرج في ايار/ مايو الماضي، وهو الآن يمارس عمله المهني في مكتب المحاماة البارز Paul Weiss Rifkind Wharton & Garrison، حيث يواصل مسيرته القانونية بعد فترة قيادته ومساهمته في تطوير برامج الدعم والتوجيه للطلاب السود.

وتُظهر البيانات الرسمية أن نسبة الطلاب السود أو الأميركيين من أصل أفريقي في صف السنة الأولى بالجامعة خلال العام الماضي كانت منخفضة للغاية، إذ بلغت 3.4٪ فقط من إجمالي الصف الذي يضم 563 طالبًا، وفق بيانات جمعية المحامين الأميركية (ABA)، التي تعتمد على الإبلاغ الذاتي من الجامعات.

وتشير التحليلات إلى أن متوسط عدد الطلاب السود الذين التحقوا بالسنة الأولى على مدار السنوات الأربع السابقة كان يقارب 46 طالبًا سنويًا، ما يعكس تقلبًا ملحوظًا في أعدادهم ويبرز التحديات المستمرة أمام الجامعة في المحافظة على مستويات عالية من التنوع والتمثيل داخل صفوفها, وفقا لبلومبيرغ.

وفي بعض السنوات، وصلت نسبة الطلاب السود المسجلين في السنة الأولى بكلية القانون بجامعة هارفارد إلى نحو 12٪، وفقًا للبيانات الصادرة عن مركز كلية القانون بجامعة هارفارد حول المهنة القانونية. ويُلاحظ أن هذه النسبة تمثل مستوى مرتفعًا نسبيًا مقارنة بالفترات التي تراجع فيها عدد الطلاب السود، إلا أن المركز يشير إلى أن البيانات التي تم جمعها بعد عام 2009 لا يمكن مقارنتها بشكل مباشر مع الإحصاءات السابقة، نظرًا لاختلاف منهجيات التسجيل وجمع المعلومات على مر السنوات, وفقا لبلومبيرغ.