تراجع الروبية يهدد انتعاش سوق الأسهم الهندي ويثير مخاوف المستثمرين

تراجعت الروبية الهندية إلى مستويات قياسية جديدة، ما أثار قلق المستثمرين بشأن قدرة سوق الأسهم الهندية على التعافي بشكل مستدام، وفق وكالة بلومبيرغ اليوم الثلاثاء 16 كانون الأول/ديسمبر 2025. ويأتي هذا التراجع رغم استمرار نمو الاقتصاد الهندي وزيادة أرباح الشركات، ما يشير إلى أن ضعف العملة أصبح عقبة حقيقية أمام أي انتعاش محتمل للأسهم المحلية.
وقد أدى استمرار التدفقات الخارجة لرؤوس الأموال الأجنبية إلى مزيد من الضغط على السوق، بينما يترقب المستثمرون نتائج أرباح الشركات للربع الأخير من العام على أمل تحسن الأداء بعد النتائج المتوسطة للربع السابق. وأدى ضعف الروبية إلى الحد من حماس المستثمرين وتعزيز حذرهم في ظل تباطؤ الأرباح وارتفاع التقييمات مقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى.
وفي القطاع المالي، شهدت الهند موجة من صفقات الاستحواذ الضخمة، حيث توسع اهتمام البنوك الأجنبية، مثل مجموعة ميتسوبيشي المالية، في شراء حصص في شركات التمويل غير المصرفية، ما يعكس تسارع اهتمام المؤسسات الدولية بالنظام المالي الهندي. وتواجه الشركات تحديات في تخصيص رأس المال بين إعادة الاستثمار، والحفاظ على هوامش الربح، أو إعادة توزيعه على المستثمرين، ما قد يؤدي إلى قيام بعض المطلعين بالبيع، وفق تحليلات بلومبيرغ.
أما في قطاع العقارات، فقد أشار محللون إلى أن السوق يظهر قوة نسبية رغم ضعف الأسعار، مدعوماً بأساسيات قوية ومعدلات رهن منخفضة، ما يعزز التفاؤل بفئات المساكن متوسطة المستوى والفخمة بشكل محدود. ويتوقع المحللون استمرار ارتفاع الإيجارات المكتبية نتيجة تضييق العرض، مع تفضيل الاستثمار في شركات مثل لودها، ودي إل إف، وجودريج بروبرتيز.
ويشير التقرير إلى أن استمرار تراجع قيمة الروبية، التي تُعد الأسوأ أداءً بين العملات الآسيوية هذا العام، قد يحد من أي انتعاش حقيقي للأسهم الهندية حتى بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الإيجابية وتحسن الأرباح، ما يجعل السوق عرضة للضغوط الخارجية على المدى القريب.
