الرئيس الصيني يوجه تحذيراً للمسؤولين بعدم السعي وراء نمو اقتصادي سطحي

الرئيس الصيني شي جينبينغ (انترنت)
وجه الرئيس الصيني شي جينبينغ تحذيراً حازماً للمسؤولين بعدم السعي وراء مشاريع نمو اقتصادي متهورة تهدف فقط لإظهار نتائج سطحية، مؤكداً أن جميع الخطط يجب أن ترتكز على الوقائع وتهدف إلى نمو صادق ومستدام، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ اليوم الإثنين. وأضاف شي خلال المؤتمر المركزي للعمل الاقتصادي أن المسؤولين الذين يتصرفون بتهور أو يفرضون مطالب مفرطة أو يستخدمون الموارد دون دراسة دقيقة، يجب محاسبتهم بدقة.
واستعرض شي أمثلة على الممارسات الخاطئة مثل إنشاء حدائق صناعية ضخمة بلا داعٍ، وتوسع غير منظم للمعارض والمنتديات المحلية، وتضخيم الإحصاءات، وبدء مشاريع بناء وهمية. وأوضح أن تقييم المسؤولين لا يجب أن يقتصر على معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي فحسب، بل يجب أن يشمل إنجازاتهم في تحسين رفاهية السكان والحفاظ على الاستقرار، مع التركيز على ما يضع أساساً اقتصادياً متيناً على المدى الطويل.
وأشار الرئيس الصيني إلى أهمية تحديث نظام تقييم المسؤولين ليكون أكثر دقة وفعالية، مؤكداً أن التطورات الإيجابية مثل التقدم في الاعتماد التكنولوجي الذاتي، وتحسن جودة الهواء، وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة، جاءت نتيجة جهود مستمرة ومدروسة. كما حذر من الاستثمارات غير الفعالة التي تؤدي إلى ترك المشاريع بعد اكتمالها، داعياً المسؤولين لمراقبة التراجع الأخير في الاستثمار الرأسمالي ومعالجته بهدوء.
وأظهرت البيانات أن الاستثمار في الأصول الثابتة تراجع بنسبة 2.6% خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من هذا العام، ما يمهد لأول انخفاض سنوي منذ 1998 على الأقل، حسب البيانات المتاحة. وتعكس هذه التصريحات موقف شي المستمر من عدم الرضا عن كيفية تنفيذ السياسات على أرض الواقع، مشدداً على ضرورة توجيه المشاريع نحو الابتكار والتحول الصناعي المدروس، بعيداً عن التقليد الأعمى للمجالات الرائجة مثل الذكاء الاصطناعي، وحوسبة القوى، والمركبات الجديدة، كما أشار شي في تموز/يوليو الماضي.
يأتي هذا التحذير في وقت تواجه فيه الصين تباطؤاً ملحوظاً في الاستثمار الرأسمالي المحلي، مما يضع ضغطاً على المسؤولين المحليين للبحث عن بدائل تحفز النمو دون المخاطرة بالموارد العامة. ويعكس الانخفاض بنسبة 2.6% في الأصول الثابتة خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام الحاجة إلى إعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية، والتركيز على المشاريع التي تحقق منافع مستدامة وقابلة للقياس.
كما يهدف شي جينبينغ من خلال هذا التوجيه إلى تشجيع المسؤولين على التركيز على الجودة بدلاً من الكم، وضمان أن كل مشروع جديد يساهم فعلياً في تحسين البيئة الاقتصادية والاجتماعية، ويعزز الابتكار في القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، بدلاً من التوسع العشوائي في الصناعات الرائجة بشكل مؤقت دون دراسة جدوى دقيقة.
