منصّات بلاكستون العقارية العملاقة تواجه صعوبة التخارج

باتت المنصّات العقارية العملاقة التي بنتها شركة بلاكستون خلال أكثر من عقد تبدو اليوم أكبر من أن تُباع بسهولة، في ظل ركود الصفقات الكبرى وتراجع شهية المستثمرين، وفق تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ اليوم الإثنين.

ويبرز هذا الواقع من خلال تجربة بيع مركز توزيع تابع لشركة تسكو في مدينة ليتشفيلد قرب برمنغهام، حيث اضطرت بلاكستون إلى اعتماد صفقة معقّدة للتخارج الجزئي من الأصل، بعدما اشترته عام 2020 بنحو 335 مليون جنيه إسترليني أي ما يعاد 488 دولار اميركي. فبدلاً من بيع مباشر، جرى نقل الأصول إلى صندوق عقاري مقابل سيولة نقدية وحصة أقلية، ما سمح بخروج شكلي دون شطب كامل من الدفاتر.

وتعتمد بلاكستون في استراتيجيتها على تجميع محافظ ضخمة من الأصول المتخصصة، مثل المستودعات وسكن الطلاب والفنادق والمكاتب المرنة، غير أن ارتفاع أسعار الفائدة خلال العامين الماضيين أدى إلى هبوط حاد في تقييمات العقارات وتجميد الصفقات الكبيرة، بينما باتت الشركات العقارية المدرجة تتداول بخصومات واسعة مقارنة بقيمة أصولها.

ويرى خبراء في القطاع أن المستثمرين باتوا يفضلون الصفقات الصغيرة والانتقائية، ما يصعّب بيع المنصّات المتكاملة كحزمة واحدة. ومع امتداد أمد الصناديق الاستثمارية، يزداد الضغط على مديري الأصول لتأمين توزيعات للمستثمرين الذين ينتظرون التخارج.

ورغم تأكيد بلاكستون أنها باعت أو التزمت ببيع أصول بمليارات اليوروهات خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن جزءاً كبيراً من هذه العمليات تم عبر إعادة هيكلة داخلية للمنصّات نفسها، وليس من خلال بيعها الكامل لمشترين خارجيين. ومع محدودية المشترين الكبار القادرين على استيعاب محافظ بهذا الحجم، تبدو فرص التخارج الشامل في المدى القريب ضعيفة، ما يضع اختباراً حقيقياً أمام نموذج المنصّات

الضخمة الذي تبنته الشركة لسنوات.

سعر الصرف : 1 جنيه إسترليني ≈ 1.337 دولار أميركي