Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

اجتماع إقليمي رفيع لمبادرة السلام الأزرق في بيروت

اللجنة الاستشارية

اللجنة الاستشارية (الانترنت)

عُقد في السراي الحكومي صباح اليوم الاجتماع المشترك الرابع للجنة الاستشارية للسياسات واللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، برئاسة الأمير الحسن بن طلال، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام. ويُعدّ هذا اللقاء أول اجتماع رفيع المستوى للمبادرة يُعقد في لبنان، بما يسلّط الضوء على دوره المحوري في تعزيز التعاون الإقليمي في قضايا المياه والطاقة والغذاء وحماية النظم البيئية.

وشارك في الاجتماع رئيس اللجنة الإدارية للمبادرة محمد أمين فارس أمين، ونائب رئيس البعثة السويسرية لدى لبنان فنسنت باسكييه، وعضو المجلس التنفيذي لسياسات السلام الأزرق البروفسور فادي قمير، إلى جانب عدد من الخبراء والمستشارين وأعضاء المبادرة.

أمين فارس

استهلّ أمين فارس الكلمات مرحّبًا بالمشاركين في بيروت، معربًا عن شكره للحكومة اللبنانية على الاستضافة، ومؤكدًا رمزية العاصمة كمدينة للحوار رغم التحديات التي تمر بها المنطقة. وأشاد بقيادة الأمير الحسن بن طلال ورؤيته التي تؤكد أن إدارة المياه بحكمة يمكن أن تحوّلها إلى جسر للتعاون حتى في أكثر السياقات هشاشة.

وأكد أن المياه في الشرق الأوسط ليست مجرد ملف تقني، بل قضية ترتبط بالسياسة والاقتصاد والأمن، في ظل ضغوط متزايدة يفرضها تغيّر المناخ والتحديات الاقتصادية والأمنية. واعتبر أن مبادرة السلام الأزرق تشكّل منصة إقليمية فريدة ومستدامة من مسار (1.5) تُبقي قنوات التواصل مفتوحة، وتعزّز الثقة، وتحوّل التحديات المشتركة إلى فرص تعاون عملي.

وأشار إلى التطور الذي حققته المبادرة منذ عام 2011، معلنًا انضمام الجمهورية العربية السورية مؤخرًا كعضو رسمي، مع التطلع لانضمام دول أخرى مستقبلًا، بما يعزز النسيج الإقليمي للمبادرة. ولفت إلى أن اجتماع اليوم محطة استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الأولويات وضمان استدامة المنجزات المؤسسية والسياسية للمبادرة.

باسكييه

من جهته، شكر نائب رئيس البعثة السويسرية فنسنت باسكييه الرئيس نواف سلام على رعايته للاجتماع، مشيدًا بالتزام لبنان بالحوار والتعاون الإقليمي في مجال المياه. وأكد دعم سويسرا المستمر لمبادرة السلام الأزرق التي تسعى إلى تحويل المياه من مصدر نزاع إلى رافعة للحوار والاستقرار والازدهار، مشددًا على أهمية الإدارة العابرة للحدود للموارد المائية في مواجهة تغيّر المناخ.

قمير

بدوره، اعتبر البروفسور فادي قمير أن الاجتماع يشكّل محطة محورية لتعزيز التعاون في إدارة المياه العابرة للحدود، مستعرضًا جملة توصيات وخطوات عملية، أبرزها إنشاء منظمات إقليمية لإدارة الأحواض المشتركة، وتبادل البيانات، وتطوير مشاريع مشتركة، واعتماد مبادئ الإدارة المتكاملة للمياه، إضافة إلى تحديث أساليب الري للحد من الهدر في ظل التغير المناخي.

وأكد قمير أهمية الدبلوماسية المائية كأداة لمنع النزاعات وتعزيز الاستقرار، داعيًا إلى التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمياه وتفعيلها، وتعزيز التعاون بين الدول المتشاطئة، والنظر إلى المياه كمنفعة مشتركة للبشرية لا كسلعة أو أداة صراع.

سلام

وفي كلمته، أشاد الرئيس نواف سلام بدور الأمير الحسن بن طلال، معتبرًا أنه صوت رائد يؤمن بأن المياه المشتركة يجب أن تكون عنصر توحيد لا انقسام. وأكد أن للبنان تاريخًا طويلًا في الدبلوماسية المائية، لافتًا إلى أنه كان أول دولة عربية تصادق على اتفاقية الأمم المتحدة للمياه عام 1997.

الأمير الحسن بن طلال

وألقى الأمير الحسن بن طلال كلمة عبر تقنية “زوم”، شدّد فيها على البعد الإنساني والجامع لمبادرة السلام الأزرق، معتبرًا أنها تجسّد روح لبنان الريادية. وأشاد بانضمام سوريا إلى المبادرة، داعيًا إلى توسيع مظلة التعاون الإقليمي وتعزيز اللجان الثنائية بين الدول، ومؤكدًا أن المبادرة تمثل منصة محايدة وموثوقة تجمع الحكومات والخبراء والشباب والمجتمع المدني.

وختم بالتأكيد على أهمية بناء قاعدة معلومات موثوقة، والدعوة إلى إنشاء إطار اقتصادي–اجتماعي يعالج أولويات المنطقة، انطلاقًا من البحث عن القواسم المشتركة التي تخدم شعوبها، معتبرًا أن الأمن المائي أحد أبرز تحديات القرن الحادي والعشرين، وأن الحلول الممكنة تبدأ بالتعاون والحوار.