إرتفاع طفيف لأسعار النفط بدعم تحسّن الطلب الصيني رغم إستمرار مخاوف فائض المعروض

ارتفع خام برنت تدريجيًا مقتربًا من 62 دولارًا للبرميل، فيما جرى تداول خام غرب تكساس الوسيط قرب 58 دولارًا، في جلسات اتسمت بضعف السيولة قبيل عطلات عيد الميلاد ورأس السنة. وجاء هذا التحسن الطفيف بعد بيانات أظهرت أن الطلب الظاهري على النفط في الصين ونشاط المصافي خلال تشرين الثاني/نوفمبر كانا أعلى مقارنة بالعام الماضي.
وفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , رغم هذه الإشارات الإيجابية من ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كشفت مؤشرات شهرية أخرى عن ضعف أوسع في الاقتصاد الصيني، ما حدّ من زخم الصعود في أسعار الخام. وفي المحصلة، لا تزال الأسواق حذرة حيال آفاق الطلب خلال الفترة المقبلة.
ويتجه النفط لتسجيل خسارة سنوية، في ظل توقعات بتضخم فائض المعروض مع استمرار «أوبك+» ومنتجين آخرين في زيادة الإمدادات، على الرغم من تباطؤ نمو الطلب العالمي. وبدأت هذه المخاوف بالظهور بوضوح في سوق خام الشرق الأوسط، أحد المؤشرات الرئيسية لتوازن العرض والطلب.
في المقابل، أسهمت التطورات الجيوسياسية في توفير دعم نسبي للأسعار. فقد واصلت أوكرانيا استهداف منشآت الطاقة الروسية، حيث أصابت مصفاة رئيسية ومستودعًا للنفط خلال عطلة نهاية الأسبوع، في مسعى لتقليص الإيرادات التي تعتمد عليها موسكو في تمويل حربها. كما أوفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مبعوثين إلى برلين لجولة جديدة من المحادثات بهدف الدفع نحو إنهاء النزاع.
وفي تطورات أخرى، أعلنت إيران مصادرة ناقلة أجنبية في خليج عُمان للاشتباه في نقلها وقودًا مهرّبًا، بينما اعترضت الولايات المتحدة سفينة قبالة سواحل فنزويلا الأسبوع الماضي، ضمن تصعيد الضغوط على حكومة نيكولاس مادورو. وكان ترامب قد تعهّد أيضًا بتوجيه ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات.
واشارت تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في «ساكسو ماركتس» بسنغافورة، إن «العلاوة الجيوسياسية لم تختفِ، لكنها تتراجع حاليًا أمام رواية فائض المعروض». وأضافت أن «العوامل الجيوسياسية باتت تشكّل أرضية دعم للأسعار أكثر من كونها محركًا لاختراق سعري مستدام».
ووفقاٍ لبلومبيرغ , أشارت إلى أن حجم تداول عقود خام برنت جاء دون المتوسط اليومي، ما قد يضخّم تحركات الأسعار ويؤدي إلى تقلبات أكبر في السوق خلال الفترة القريبة المقبلة.
