أسعار الشقق في لندن تهبط 22% خلال العقد الأخير

شهدت أسعار الشقق في لندن انخفاضًا كبيرًا خلال العقد الأخير، مما جعلها أكثر قابلية للتحمل للشباب المهنيين مقارنة بما كانت عليه في ذروة السوق قبل سنوات. وفقًا لوكالة بلومبيرغ اليوم الإثنين، أصبح بإمكان الموظف العادي في العاصمة البريطانية شراء شقة بأسعار تقل عن تسع مرات من دخله السنوي، وهي أقل نسبة منذ 12 عامًا، بينما انخفضت الأسعار الحقيقية للشقق بنسبة 22% عن مستوياتها قبل عشر سنوات.

ويبرز التقرير أن سوق العقارات في لندن يختلف بشكل ملحوظ عن بقية المملكة المتحدة، حيث انخفضت أسعار المنازل في العاصمة بنسبة 15% منذ عام 2015 بعد تعديل التضخم، مقارنة بارتفاع نسبته 5% على المستوى الوطني. ويعزو خبراء العقارات هذا الانخفاض إلى عدة عوامل مجتمعة، أبرزها تأثيرات البريكست التي أضرت بالطلب على العقارات، وارتفاع الضرائب على المستثمرين المحليين والأجانب، إضافة إلى تفضيل المشترين للمنازل الأكبر بعد جائحة كورونا، وهو ما أثر بشكل خاص على الشقق الصغيرة في العاصمة.

كما يشير التقرير إلى أن الرقابة على السوق، بما في ذلك التشريعات المتعلقة بالمستثمرين من غير المقيمين وقيود ضريبة الدمغة، ساهمت في تخفيف النشاط العقاري وقلّلت من التفاؤل المبالغ فيه الذي كان سائداً في سوق الشقق قبل سنوات. ووفقًا لبيانات Rightmove اليوم الإثنين، سجلت مناطق Westminster وCamden وNewham أكبر انخفاض سنوي في أسعار الطلب خلال كانون الأول/ديسمبر، بينما تبقى الأسعار في بقية أحياء لندن مستقرة نسبيًا.

وبالرغم من هذا التراجع، تعكس مؤشرات السوق الأخيرة علامات أولية على تعافٍ محتمل، حيث أظهرت بيانات Rightmove ارتفاعًا بنسبة 24% أسبوعيًا في عدد البائعين الذين يعرضون شققهم في أعلى مستويات الأسعار، في حين يبقى الدخول إلى سوق الشقق أكثر سهولة للشباب مقارنة بالسنوات السابقة، ما يفتح نافذة مهمة أمام الفئات الجديدة لدخول السوق العقارية في العاصمة البريطانية.