فرنسا تطلب تأجيل اجتماع التجارة مع ميركوسور لحين تلبية شروطها

دعا مكتب رئيس الوزراء الفرنسي، اليوم الأحد، الاتحاد الأوروبي ودول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) إلى تأجيل الاجتماع المزمع عقده في كانون الأول/ ديسمبر الجاري، مشيرًا إلى أن الظروف لم تتوفر بعد لتوقيع اتفاقية التجارة بين الجانبين.

وأوضح المكتب أن أحدث مقترحات المفوضية الأوروبية لا تزال لا تلبي المتطلبات الفرنسية، مؤكّدًا على الحاجة إلى بنود متماثلة قابلة للتنفيذ وتوفير حماية قوية للمزارعين الأوروبيين، خاصة في قطاع الزراعة الذي يمثل نقطة حساسة في المفاوضات التجارية.

وتأتي هذه التحفظات الفرنسية في وقت يواجه فيه الاتحاد الأوروبي ضغوطًا لتعزيز اتفاقيات التجارة مع شركاء عالميين، في حين يسعى ميركوسور، الذي يضم البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، إلى توسيع صادراته الزراعية والصناعية إلى الأسواق الأوروبية.

ويشير محللون إلى أن تأجيل الاجتماع قد يؤدي إلى إبطاء توقيع الاتفاقية التي طال انتظارها منذ سنوات، ما قد يؤثر على خطط توسيع التجارة بين أوروبا وأمريكا الجنوبية ويزيد من عدم اليقين بالنسبة للمزارعين والمستثمرين في كلا الجانبين.

وأكدت فرنسا أن حماية القطاعات الزراعية الحساسة تمثل أولوية استراتيجية، حيث تتخوف من تدفق منتجات زراعية بأسعار منخفضة من دول ميركوسور، وهو ما قد يضغط على الأسعار المحلية ويؤثر على استدامة القطاع الزراعي الأوروبي.

ويرى خبراء اقتصاديون أن الحلول الممكنة تشمل إدراج آليات رقابة صارمة، معايير حماية البيئة، وضمانات للسلامة الغذائية، لضمان أن أي اتفاقية تجارة متبادلة تكون عادلة وتحقق التوازن بين مصالح أوروبا ودول ميركوسور.

وتظل فرنسا لاعبًا محوريًا داخل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات التجارية، حيث يمكن لموقفها الحاسم أن يحدد توقيت الاتفاق النهائي وشروطه، في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لتعزيز دوره في التجارة العالمية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام لأعضائه.