الذكاء الاصطناعي يحيي أشباح فقاعة الدوت كوم بعد 25 عامًا

بعد مرور 25 عامًا على فقاعة الدوت كوم، يظهر شبحها مرة أخرى مع صعود أسهم شركات الذكاء الاصطناعي. هذا ما أوردته وكالة وول ستريت جورنال يوم السبت، حيث شهدت أسهم شركة Cisco Systems، التي كانت من أبرز الشركات في عصر الدوت كوم ووصلت قيمتها إلى أعلى مستوى في آذار/مارس 2000، مستويات مماثلة هذا الأسبوع. ويُعد ذلك تذكيرًا بتحرك أسعار الأسهم بعيدًا عن الواقع الاقتصادي.
يشير المحللون إلى أن هناك أوجه تشابه بين فقاعة الإنترنت السابقة وصعود شركات الذكاء الاصطناعي الحالية، من حيث التقييمات المرتفعة والتوقعات المبالغ فيها لأرباح مستقبلية. فأسعار الأسهم الأميركية، وفقًا لمؤشرات مختلفة مثل نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلي، تظهر أنها الأغلى منذ حقبة الدوت كوم.
تتشابه أسباب هذا التضخم مع التسعينيات، إذ يراهن المستثمرون على أن التكنولوجيا الجديدة ستوفر نمو أرباح أسرع من المعتاد. لكن هناك فرق: العديد من شركات الدوت كوم لم تكن تحقق إيرادات حينها، بينما تحقق شركات الذكاء الاصطناعي الحالية بعض المبيعات على الأقل.
كما يشهد السوق استثمارات ضخمة مماثلة للإنفاق على شبكات الإنترنت في أواخر التسعينيات، لكن هذه المرة في بناء مراكز بيانات ضخمة لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يؤدي إلى تأثير كبير على النمو الاقتصادي الإجمالي. وتحقق شركات مثل Nvidia أرباحًا هائلة بفضل توفيرها المعالجة لمراكز البيانات، وهو ما يشبه دور Cisco آنذاك.
على صعيد التداول، يهيمن المستثمرون الأفراد مرة أخرى على السوق، ويضاربون على شركات صغيرة قد لا تحقق أرباحًا، وهو ما يعكس نمطًا مشابهًا لفترة فقاعة الدوت كوم. وقد ارتفع مؤشر Russell Microcap بنسبة 25% خلال عام قبل أن يتراجع، بينما صعدت أسهم Robinhood Markets بنسبة 220% هذا العام، في تكرار لنمو التداول الذي شهدته E-Trade Financial في 1999.
تظل مسألة ما إذا كان السوق في فقاعة حقيقية قائمة على قدرة الذكاء الاصطناعي على تحقيق الأرباح الموعودة وزيادة الإنتاجية. وإذا فشل في ذلك، فقد تكون نهاية المطاف مشابهة للتداعيات المؤلمة التي أعقبت فقاعة الدوت كوم.
