تراجع الإنفاق الاستهلاكي في بريطانيا بسبب المخاوف المالية

تشهد الأسر البريطانية تزايداً في الادخار على حساب الإنفاق، وسط مخاوف مالية متصاعدة قبل موسم عيد الميلاد، وفق تحذير من مستشار اقتصادي سابق في بنك إنجلترا. ويأتي ذلك في وقت أظهرت فيه الأرقام الرسمية تباطؤاً في النمو الاقتصادي وهبوط المبيعات بالتجزئة، مما يهدد بكساد محتمل خلال فترة التسوق المهمة، وفق ما ذكرت بلومبيرغ.
وقال مايكل ساندرز، المستشار الأول في "أوكسفورد إيكونوميكس" ونائب سابق في لجنة تحديد أسعار الفائدة ببنك إنجلترا، إن البريطانيين يضعون جزءاً أكبر من دخلهم جانباً لأنهم لا يشعرون بأن لديهم ما يكفي للطوارئ، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة جعل الادخار أكثر جاذبية. وأضاف أن الأسر ما زالت متأثرة بالصدمات الاقتصادية خلال السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك جائحة كورونا وأزمة ارتفاع تكاليف المعيشة المدفوعة بالطاقة في 2022.
ووفق ساندرز، فإن معدلات الادخار ارتفعت بنحو 2.5 نقطة مئوية فوق المتوسط طويل الأجل، مع حرص أكبر بين الفئات العمرية من 25 إلى 55 عاماً، والمستأجرين وأصحاب الرهون العقارية، وأولئك الذين يملكون مدخرات محدودة.
بينما كانت الأسر فوق 65 عاماً أقل تأثراً بفضل "القفل الثلاثي" الذي يحمي دخل المعاشات ويزيد من استفادتهم من ارتفاع أسعار الفائدة.
وبحسب بلومبيرغ، تُظهر بيانات استقصاء مستقل لـ 2,000 مستهلك أجرته شركة RSM أن 57% من البريطانيين يفضلون ادخار مبلغ إضافي قدره 5,000 جنيه إسترليني أو سداد الديون، بينما ينوي 8% فقط إنفاقه على هدايا عيد الميلاد.
وتشكل هذه المخاوف تحدياً للحكومة البريطانية، إذ يعتمد الاقتصاد على الإنفاق الاستهلاكي الذي يشكل حوالي 60% من الناتج المحلي الإجمالي، ويعد ضرورياً لتحقيق الإيرادات الضريبية اللازمة لتنفيذ خطط الميزانية. ويُتوقع أن يخفض بنك إنجلترا سعر الفائدة الأسبوع المقبل وسط توقعات لنمو ضعيف مستقبلي، مما قد يؤدي إلى تخفيضات إضافية لاحقاً.
