Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

أسواق التنبؤ تحول العالم إلى منصة مراهنات على كل شيء

أسواق التنبوء

تشهد أسواق التنبؤ المنصات التي يراهن فيها الأفراد ضد بعضهم البعض على نتائج الأحداث الواقعية نمواً متسارعاً، حيث تراهن الأسواق حالياً على كل شيء من إحتمال اصطدام نيزك كبير بالأرض قبل 2030، إلى ذكر الفنانة تايلور سويفت لخطيبها في ألبومها القادم، وصولاً إلى تحديد "شخصية العام" حسب مجلة TIME. ومع ازدياد الطلب على المراهنة على أي حدث تقريبًا، تعالج هذه الأسواق مليارات الدولارات أسبوعياً، ويبدأ اللاعبون التقليديون مثل شركات المال الكبرى وشركات المراهنات الرياضية في الانخراط بالمجال.

وفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , يشير الخبراء إلى أن البيئة التنظيمية المرنة في عهد إدارة ترامب ساهمت في نمو هذه الأسواق، وجعلت الخط الفاصل بين التداول والمقامرة أقل وضوحاً. ومع انتشار تطبيقات المراهنات الرياضية والعملات المشفرة المتقلبة والأسهم المثيرة للجدل، توفر أسواق التنبؤ فرصة للمتداولين الهواة لتحقيق أرباح سريعة، لكنها في الوقت ذاته تزيد من مخاطر الخسائر. ويقول النقاد إن ضعف الرقابة يجعل هذه الأسواق عرضة للاستفادة الداخلية، ما قد يقوض مصداقيتها.

كما تتيح منصات مثل Polymarket وKalshi وPredictIt للأفراد المراهنة على نتائج أحداث واقعية. يقوم المتداولون بالاختيار بين "نعم" أو "لا" لحدوث حدث معين، مثل سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب الأميركي، فوز فيلم معين بجائزة الأوسكار، أو تساقط أكثر من 12 بوصة من الثلوج في مدينة معينة.

وفي نفس السياق , يشبه هذا الأمر المراهنات عبر الإنترنت، لكن الفرق هو عدم وجود "بيت مراهنات" يحدد الاحتمالات أو يقف ضد الرهان، إذ يبيع شخص آخر السهم لك ويكون المراهن ضدك. ويحتفظ السوق بالأموال حتى وقوع الحدث، ويكلف شراء السهم عادةً بين 0 و1 دولار، ويتحدد السعر حسب العرض والطلب: الطلب على "نعم" يرفع سعر هذا الجانب ويخفض سعر "لا"، والعكس صحيح.

وبعد وقوع الحدث، يحصل الفائزون على 1 دولار لكل عقد، فيما يخسر الخاسرون أموالهم. ويعكس سعر سهم "نعم" قبل الحدث تقدير السوق لاحتمالية حدوثه، وهو نتاج نشاط شراء وبيع المتداولين، وليس قرار شخص واحد.

كما تتشابه عقود الأحداث مع العقود المشتقة في الأسواق المالية التقليدية، حيث يستمد العقد قيمته من أداء أصل معين، وتخضع لتنظيم الجهات المالية، مما يسمح لها بالعمل خارج القيود الصارمة المفروضة على المراهنات التقليدية.

ووفقاً لبلومبيرغ , أسواق التنبؤ موجودة منذ أكثر من قرن، بدءًا من المراهنات على الانتخابات خارج بورصة نيويورك في أوائل القرن العشرين. وفي أواخر القرن العشرين، أُنشئت منصات مثل Iowa Electronic Markets بهدف دراسة إمكانية استخدام الرهانات لتحسين تتبع الرأي العام.

وساهمت جائحة كوفيد-19 في تعزيز نمو هذه الأسواق، إذ حصل المستثمرون الأفراد على شيكات تحفيزية تركتهم مع سيولة نقدية وفرص محدودة لإنفاقها، ما أدى إلى إزدهار تداول الهواة. وقدم هذا الجيل الجديد من المتداولين، الذي كان أغلبه شباباً ونشطاً على الإنترنت، دفعة لنمو الأصول المالية المبتكرة مثل الأسهم المثيرة للجدل والعملات المشفرة شديدة التقلب، بالإضافة إلى تنويع عقود الأحداث على المنصات وتطوير التكنولوجيا الداعمة لها.

كما ساهمت حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 في تسريع نمو أسواق التنبؤ، حيث اجتذبت منصتا Polymarket وKalshi مليارات الدولارات في التداول، وأظهرت توقعات السوق تفوق دونالد ترامب على منافسيه، رغم أن استطلاعات الرأي كانت تشير خلاف ذلك، مما جعل أسواق التنبؤ تبدو كمنبئ أفضل ووسيلة لتحقيق الأرباح عبر المراهنة ضد الحكمة التقليدية.