الذهب يستقر عند 4,267 دولارا للأونصة وسط توقعات بالمزيد من التيسير النقدي الأميركي

واصل الذهب استقراره بعد أن سجل مكاسب على مدار ثلاثة أيام متتالية، مدعومًا بتوقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيواصل تبني سياسة التيسير النقدي في الفترة المقبلة، بعد القرار الأخير بخفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع. وفي الوقت نفسه، ظلت الفضة تتداول قرب أعلى مستوياتها القياسية، في مؤشر على الطلب القوي على المعدن الأبيض وسط البيئة المالية الحالية.
ليسجل سعر الذهب مستوى يقارب 4,270 دولارًا للأونصة، بعد أن ارتفع بنسبة 1.2% يوم الخميس، في حين ترك صناع القرار في الاحتياطي الفيدرالي الباب مفتوحًا أمام إمكانية خفض أسعار الفائدة مرة أخرى خلال العام المقبل، بعد أن قلّلوا بالفعل تكلفة الاقتراض يوم الأربعاء. ويتوقع المتداولون حدوث انخفاضين في عام 2026، رغم أن البنك المركزي أشار في الوقت نفسه إلى خفض واحد محتمل فقط، ما يعكس حالة من الحذر وعدم اليقين في توجهات السياسة النقدية المستقبلية, بحسب بلومبيرغ.
وتشكّل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة عاملًا محفزًا للمعادن النفيسة، لا سيما الذهب والفضة، اللذين لا يدرّان أي عوائد، مما يجعلهما خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن في ظل تراجع العوائد على الأصول التقليدية. وتعززت قوة الذهب مؤخرًا مع إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن بدء برنامج شراء سندات خزانة بقيمة 40 مليار دولار شهريًا اعتبارًا من يوم الجمعة، في خطوة تهدف إلى إعادة بناء الاحتياطيات داخل النظام المالي ودعم السيولة في الأسواق.
وقد شهد الذهب هذا العام ارتفاعًا تجاوز 60%، بينما تضاعفت قيمة الفضة، مع توجه المعدنين لتحقيق أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979. وقد ساهمت هذه الارتفاعات الحادة في تعزيز مكانة المعادن النفيسة، مدفوعة بزيادة مشتريات البنوك المركزية، إلى جانب تراجع المستثمرين عن الالتزام بالسندات الحكومية والعملات، ما انعكس على السوق بارتفاع الطلب على الذهب والفضة بشكل غير مسبوق.
وأشارت هيبي تشن، كبيرة محللي السوق لدى فانتاج ماركتس في ميلبورن، الى أن زخم الذهب من المتوقع أن يستمر خلال عام 2026، مدفوعًا بالطلب القوي من البنوك المركزية، والتدفقات المستمرة لصناديق المؤشرات المتداولة، بالإضافة إلى سياسة تيسيرية متواصلة على صعيد الاحتياطي الفيدرالي، فضلاً عن استمرار التوترات الجيوسياسية، ما يجعل البيئة الاقتصادية الكلية داعمة بشكل كبير للمعادن النفيسة. وأوضحت تشن أن الأسواق ستظل متقلبة خلال العام الحالي، مع إبقاء الاحتياطي الفيدرالي نطاقًا واسعًا من الاحتمالات لمفاجآت غير معتادة في توقعاته الأخيرة، وهو ما يعكس حالة من عدم اليقين والمرونة في السياسة النقدية, وفقا لبلومبيرغ.
وفي سياق متصل، أشار تقرير مجلس الذهب العالمي إلى أن حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب ارتفعت بشكل مستمر خلال هذا العام، باستثناء شهر مايو فقط، ما يعكس استمرار تدفق المستثمرين نحو الذهب كأصل آمن. وفي الوقت نفسه، شهدت الفضة تعزيزًا إضافيًا بدعم من ارتفاع الطلب عليها مؤخرًا، إلى جانب ضيق المعروض والاضطرابات التي طالت الأسواق والمراكز التجارية الرئيسية، ما ساهم في تسجيل المعدن الأبيض مستوى قياسي جديد عند 64.3120 دولارًا للأونصة يوم الخميس، وهو رقم يعكس قوة الطلب وحيوية السوق في مواجهة تحديات المعروض.استقرار سعر الذهب عند مستوى 4,267.52 دولارًا للأونصة يسجل انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.3% حتى الساعة 12:48 ظهرًا بتوقيت سنغافورة، في حين شهدت الفضة انخفاضًا طفيفًا أيضًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 63.4690 دولارًا للأونصة.
وعلى صعيد المعادن الأخرى، سجل البلاتين انخفاضًا محدودًا بينما ارتفع البلاديوم خلال نفس الفترة، مع استمرار التباين في أداء المعادن النفيسة في الأسواق العالمية. في الوقت نفسه، بقي مؤشر بلومبيرغ للدولار الأميركي مستقرًا، بعد أن سجل انخفاضًا بنسبة 0.3% في الجلسة السابقة، مع انعكاس تأثير تحركات الدولار على أسعار المعادن المختلفة.
