الانتشار العالمي السريع للعلامات التجارية الصينية

تشهد العلامات التجارية الصينية تحولاً لافتاً في دورها على الساحة العالمية. فبعدما اعتاد العالم على رؤية البضائع الصينية تملأ الأسواق الدولية، بدأت العديد من الشركات الصينية نتيجة ضعف الطلب المحلي بالتمدد بقوة إلى أسواق مثل البرازيل، الشرق الأوسط وحتى الولايات المتحدة. ووفقاً لتقرير نشرته بلومبيرغ اليوم الجمعة، أصبحت هذه الشركات في طليعة ما يشبه ثورة في القوة الناعمة الصينية… ثورة تحمل معها حتى تميمة صغيرة و"فروية".

يستعرض هذا التقرير المصوّر من Bloomberg Originals رحلة الصين من “مصنع العالم” إلى مركز ابتكار تجاري ليس فقط في مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الهواتف والرقائق الإلكترونية، بل أيضاً في قطاع المستهلكين. فماركات مثل Meituan، ولعبة الفيديو الحائزة على جوائز Black Myth: Wukong، وسلسلة القهوة Luckin أصبحت اليوم جزءاً من الثقافة الاستهلاكية العالمية.

وتبرز ظاهرة “اللابوبو” مثالاً صارخاً على هذا الصعود. فكما تشرح ميليندا هو، كبيرة المحللين في شركة Bernstein، يتمحور جنون Labubu حول تلك "اللحظة الدوبامينية" التي يعيشها المستهلك عند فتح العلبة لمعرفة ما إذا حصل على الدمية التي يرغب فيها. هذه المتعة اللحظية دفعت دمية Pop Mart لتصبح ظاهرة عالمية وميمية، ورسّخت حضور العلامة التجارية الصينية كواحدة من أبرز اللاعبين الثقافيين الجدد.

وتشير سيما شاه، نائبة رئيس قسم الأبحاث في Sensor Tower، إلى أن الكثير من المستهلكين الشباب لا يعيرون أي اهتمام لهوية البلد المصنع:

“المستخدم العادي لا يرى التطبيق أو المتجر على أنه صيني، بل مجرد تطبيق.”

ويُعد TikTok أبرز مثال على هذا التأثير. فرغم قرار الحكومة الأميركية بحظره بدواعٍ أمنية، إلا أن الرئيس دونالد ترامب رفض تنفيذ القانون، ليستمر التطبيق بالعمل في الولايات المتحدة. وخلال هذه الفترة، ساهم تيك توك في تعزيز انتشار علامات مثل Shein وTemu، اللتين أصبحتا من أكثر الأسماء حضوراً في البيوت الأمريكية، مزاحمتين أمازون عبر موجة من الأزياء السريعة والمنتجات الرخيصة.