بديل ماليزي لـ"ماكدونالدز" يزدهر وسط موجة مقاطعة
في ظل تنامي المقاطعة الشعبية للشركات الأميركية في ماليزيا احتجاجًا على الدعم الأميركي لإسرائيل، شهدت البلاد بروز علامة غذائية محلية باتت تُعدّ اليوم من أبرز المنافسين لسلسلة "ماكدونالدز". فقد أطلقت الماليزية لايلاتول سراجانا محمد إسماعيل وزوجها محمد توفيق خيرالدين سلسلة "أحمدز فرايد تشيكن" التي بدأت من شاحنة طعام صغيرة، قبل أن تتوسع خلال عام واحد فقط إلى 35 فرعًا، مع خطط لارتفاع العدد إلى نحو 110 فروع بحلول نهاية 2026.
وفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , بدأت القصة حين حاولت لايلاتول، المقاطعة للسلسلة الأميركية تضامنًا مع غزة، إرضاء أطفالها الذين اعتادوا طلب ماكدونالدز، عبر إعداد الدجاج المقلي في المنزل. ومن هذا الحل المؤقت، أدركت أن آلاف الماليزيين يتشاركون الحاجة نفسها: رغبة في الوجبات السريعة الشهيرة، مع رغبة في الابتعاد عن العلامات الدولية التي يُنظر إليها كمرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة. وهكذا وُلدت فكرة إنشاء بديل محلي قادر على منافسة السلسلة العالمية.
ويؤكد خبراء أن هذا التحوّل إلى العلامات المحلية مرشح للاستمرار حتى مع تزايد فرص التوصل إلى تسوية سياسية في الشرق الأوسط. إذ يرى أديب زلكابلي، مؤسس شركة Viewfinder Global Affairs، أن المستهلك الماليزي غيّر سلوكه بصورة يصعب عكسها. ويقول: "السياسة، وخصوصًا ما يحدث في فلسطين، هي عامل أساسي في توجه المستهلكين نحو العلامات البديلة. القضية الفلسطينية هي أهم ملف في السياسة الخارجية الماليزية."
كما تبرز ماليزيا, ثالث أغنى اقتصاد في جنوب شرق آسيا , كمركز نشط للتضامن مع الفلسطينيين، حيث اكتسب رئيس الوزراء أنور إبراهيم دعمًا واسعًا بين الناخبين المسلمين عبر مواقفه المؤيدة لحركة حماس. كما تشهد البلاد مسيرات ضخمة ومظاهر دعم متكررة للقضية، بينما لا تربطها أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وفقاً لبلومبيرغ , تعرضت فروع سلسلة "ماكدونالدز" في ماليزيا لموجة انتقادات وإجراءات احتجاجية منذ الأيام الأولى للحرب بين إسرائيل وحماس، عقب انتشار صور لفروع السلسلة في إسرائيل تقدّم وجبات للجنود. ورغم تأكيد "ماكدونالدز ماليزيا" المملوكة لشركة سعودية , أن ما حدث قرار فردي لا يمثّل الشركة عالميًا، استمر الغضب الشعبي، وصولًا إلى تخريب لافتات وبعض المطاعم من بين أكثر من 370 فرعًا في البلاد. ولم تكشف الشركة عن حجم تأثير تلك الاحتجاجات على أعمالها.