Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

عون يفتح صفحة جديدة للعلاقات اللبنانية-العمانية

عون مودعا سلطنة عمان

الرئيس جوزاف عون مع السلطان هيثم بن طارق. (الانترنت)

عاد رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزاف عون، إلى بيروت اليوم عند الساعة الثالثة عصرًا، برفقة الوفد الرسمي اللبناني، منهياً زيارته الرسمية إلى سلطنة عُمان التي استمرت يومين، حيث عقد خلال الزيارة لقاءين رسميين مع السلطان هيثم بن طارق.

وكان في وداع الرئيس عون في المطار السلطاني الخاص نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد وعدد من المسؤولين العمانيين. وقد بعث الرئيس عون برسالة شكر وتقدير إلى السلطان هيثم بن طارق عند مغادرته، أعرب فيها عن امتنانه لكرم الضيافة والاستقبال، مشيراً إلى أن الزيارة كانت فرصة لتعزيز أواصر الأخوة والصداقة التاريخية بين البلدين، ومناقشة سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شعبيهما. كما أثنى على الشعب العماني وحفاوته وترحيبه، داعياً الله أن يحفظ السلطان ويمنحه الصحة والعافية، وأن يحقق الخير والازدهار لسلطنة عُمان وشعبها الكريم.

المتحف الوطني

في اليوم الثاني والأخير للزيارة، زار الرئيس عون والوفد المرافق المتحف الوطني، حيث تجول في أرجائه واستمع من الأمين العام للمتحف جمال بن حسن الموسوي إلى شرح عن التحف والمعروضات والقاعات التي تسلط الضوء على جوانب مهمة من تاريخ وحضارة سلطنة عُمان. شملت الجولة قاعة التاريخ البحري التي تضمنت مجسمًا لسفينة "بغلة مسقط" المسلحة، وقاعة أرض اللبان التي تضم المباخر العمانية والأرمينية، وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة التي تحتوي على أقدم مبخرة تعود إلى نحو ألفي عام قبل الميلاد، وهي من روائع حضارة ماجان.

كما اطلع الرئيس عون على طبعة ثانية من الإنجيل تعود لعام 1960، أعدتها مطبعة بولسية في حريصا اللبنانية، مُهداة للسلطان الراحل قابوس بن سعيد من البطريرك السابق للروم الملكيين الكاثوليك، غريغوريوس الثالث، بمناسبة زيارته عُمان عام 2006. وشملت الجولة أيضًا قاعات عمان والعالم، وركن السلطان قابوس، وقاعة الأرض والإنسان، واستعرض من خلالها المقتنيات والوثائق التي تعكس عمق العلاقات التاريخية بين السلطنة ولبنان.

وفي ختام الزيارة، دوّن الرئيس عون في سجل كبار الزوار:
"إن زيارتي اليوم للمتحف الوطني في مسقط تأخذني في رحلة إلى تاريخ هذا البلد الشقيق وآثاره الغنية في التراث والحضارة. وجدت نموذجًا رفيعًا للعناية بالتراث وصونه، حيث تجلت الحضارة العمانية المتميزة عبر البحر والصحراء والجبال، وأسهمت في التجارة والمعرفة والتواصل بين الأمم. هذا المتحف لا يحفظ الذاكرة فحسب، بل يفتح نافذة واسعة على المستقبل من خلال تنوعه الثقافي ورؤيته الحداثية."

دار الأوبرا السلطانية

بعد ذلك، زار الرئيس عون دار الأوبرا السلطانية، واستمع إلى شرح حول أقسامها ومرافقها وطبيعة العروض التي تقدمها، كما حضر عرضًا موسيقيًا أعد خصيصًا لاستقباله. ودوّن في سجل الزوار:
"في أول دار أوبرا في منطقة الخليج العربي، تتجسد رؤية النهضة العمانية الحديثة. هذه التحفة المعمارية ليست مجرد معلم فني، بل جسر حضاري يجمع الشرق والغرب، ويعكس ريادة السلطنة في احتضان الفنون الرفيعة وتعزيز الحوار الإنساني."

وتعتبر دار الأوبرا مؤسسة رائدة في مجال الفنون والثقافة، أُنشئت عام 2011، وتمثل مركزًا للتواصل الحضاري والثقافي والفني مع مختلف دول العالم، مع مزيج من العمارة الإسلامية والإيطالية والحدائق المحيطة بها، بهدف إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وإلهام الجمهور.

جامع السلطان قابوس الأكبر

ثم انتقل الرئيس عون إلى جامع السلطان قابوس الأكبر في ولاية بوشر، واستمع من مساعد الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، داود الكيومي، إلى شرح حول تاريخ بناء الجامع والتصاميم المعمارية العمانية والإسلامية. وكتب في سجل الجامع:
"يرسخ جامع السلطان قابوس أصالة الروح العمانية والقيم المبنية على الاعتدال والتسامح. هذا الصرح الديني يعكس فنًا معماريًا مبدعًا وروحانية سامية، وضع أسسها السلطان قابوس ورسختها القيادة الحكيمة للسلطنة. أسأل الله أن يديم الأمن والإيمان والرخاء على هذه البلاد."

يُعد الجامع الأكبر في السلطنة، افتتح عام 2001، ويتسع لأكثر من 6500 مصلي، ويحتوي على مكتبة ضخمة تضم حوالي 20 ألف مجلد، و12 قاعة للفنون المختلفة، خصوصًا الإسلامية والتراثية.

تصريح الرئيس عون

أوضح الرئيس عون في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن زيارته ولقاؤه السلطان هيثم بن طارق سيدفعان بعلاقات البلدين إلى آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي والاستثماري وتسهيل التبادل التجاري. وأكد على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان وعمان، والسعي لتعزيز الشراكات في التجارة، التشييد، الصناعة التحويلية، النقل، الخدمات الغذائية، الذكاء الاصطناعي، التعليم، الزراعة، الرعاية الصحية، وتفعيل الترانزيت. وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بنسبة 29.4٪ خلال النصف الأول من 2025، وأن عدد الشركات اللبنانية المسجلة في عمان تجاوز 1035 شركة حتى سبتمبر 2025. كما شدد على أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية في المجالات التجارية والزراعية والصحية والثقافية.

وأكد الرئيس عون على الدور الدبلوماسي المميز لعُمان، وأشاد بسياسة التوازن التي تعتمدها لحل النزاعات في المنطقة، مشددًا على حرص لبنان على تعزيز علاقاته مع الدول العربية، بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي، ودعمه لغة الحوار وحل النزاعات سلمياً وفق مبادرة السلام العربية 2002.

لقاءات الوفد الوزاري

عقد الوفد الوزاري المصاحب للرئيس عون عدة لقاءات:

  • يوسف رجي، وزير الخارجية والمغتربين: التقى وزير خارجية عمان بدر البوسعيدي، وبحثا العلاقات الثنائية والوضع السياسي في لبنان والمنطقة، مع التركيز على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وتنفيذ القرارات الدولية، وتفعيل التعاون الاقتصادي وتشغيل الخطوط الجوية المباشرة بين البلدين.

  • أحمد الحجار، وزير الداخلية والبلديات: التقى نظيره العماني حمود بن فيصل البوسعيدي، وبحث تعزيز التعاون الأمني والشرطي.

  • ميشال منسى، وزير الدفاع: التقى نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع العماني شهاب بن طارق آل سعيد، وناقشا العلاقات العسكرية والتعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين.

  • نزار هاني، وزير الزراعة: التقى وزير الثروة الزراعية العماني سعود بن حمود الحبسي، وبحثا التعاون في الزراعة، الثروة السمكية، الموارد المائية، والأمن الغذائي.

  • ركان ناصر الدين، وزير الصحة العامة: التقى وزير الصحة العماني هلال بن علي السبتي، وناقشا التعاون الصحي، تبادل الخبرات، التوأمة مع المستشفيات، الصناعات الدوائية، إدارة الكوارث، والرقمنة الصحية.