Contact Us
Ektisadi.com
طاقة

صراع الطاقة: الفحم والنووي ضد الرياح في محطة نهر الهند

تحالف بين داعمي الفحم والنفط والغاز (Ai)

لأكثر من ستة عقود، ظلّت مداخن محطة نهر الهند في خليج ديلاوير رمزاً لتاريخ طويل من حرق الفحم وتلويث الهواء والمياه الجوفية. فمنذ افتتاحها سنة ١٩٥٧، أحرقت المحطة عشرات ملايين الأطنان من الفحم، قبل أن تبدأ عمليات تقليص نشاطها تحت ضغط السكان الذين جمعوا بيانات صحية أثبتت انتشار السرطان في المجتمعات المحاذية، ما دفع الولاية إلى تصنيف المنطقة رسمياً كموقع عالي الخطورة.

وفي العام الماضي، وافقت إدارة الرئيس جو بايدن، الذي يقع منزله الصيفي على بُعد نحو ١٤ ميلاً من الموقع، على مشروع لإعادة توظيف المحطة عبر إنشاء محطة تحويل كهرباء تستقبل الطاقة من أكثر من مئة توربين رياح تم التخطيط لإقامتها في عرض البحر. وكان آخر وحدات الفحم في المحطة يستعد للإقفال النهائي، بحيث تحل الطاقة المتجددة مكان الفحم.

غير أن ديفيد ستيفنسون، وهو مسؤول سابق في إحدى شركات الصناعات الكيميائية وناشط في معهد بحثي مرتبط بصنّاع الوقود الأحفوري، كان لديه مشروع مختلف. فقد قاد حملات ضد معايير الأوزون والضرائب البيئية ودعم السيارات الكهربائية، وركّز جهوده خاصة على وقف مشاريع الرياح البحرية. وأسّس مجموعات عديدة تحمل أسماء بيئية جذّابة ظاهرياً لكنها تتبنّى مواقف مناهضة لطاقة الرياح، وصولاً إلى دعم دعاوى قضائية ضد مشاريع، بينها مشروع الرياح قبالة محطة نهر الهند.

وقبل أسبوعين من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير، بعث ستيفنسون برسالة إلى رئيس بلدية فنويك آيلاند، مرفقاً مقترحين: الأوّل مسودة لمرسوم رئاسي يدعو إلى وقف الموافقات على مشاريع الرياح وإلغاء التراخيص غير المنفّذة، والثاني اقتراح يطلب من حاكم الولاية السماح ببيع المحطة لمشغّل نووي لإنشاء مفاعل نووي صغير فيها بدلاً من مشروع الرياح.

ولم يُخفِ ستيفنسون طموحه، إذ قال إنّ حلمه هو إعادة تشغيل المحطة كمنشأة فحم إلى حين جهوز المفاعلات الصغيرة، التي ما زال تطويرها يحتاج سنوات رغم سعي الإدارة الجديدة لتسريعها. ومع إعلان ترامب يوم تنصيبه عن “حالة طوارئ طاقوية” بهدف تعزيز الإنتاج المحلي لتلبية الطلب المتزايد من مراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بدا واضحاً أنّ الفحم والنفط والغاز والنووي هم المستفيدون، بينما تواجه مشاريع الرياح والطاقة الشمسية موجة إيقاف قانونية.

ورغم العداء التاريخي بين النووي والوقود الأحفوري منذ خمسينيات القرن الماضي، حين اعتُبر النووي تهديداً وجودياً لصناعة الفحم، إلا أن الطرفين وجدَا اليوم أرضية مشتركة: مواجهة صعود الطاقة المتجددة. فبينما لم تتجاوز مساهمة الرياح والشمس ١٪ من كهرباء أميركا سنة ١٩٩٩، أصبحت اليوم نحو ١٦٪، مع توقعات بوصولها إلى ٦٤٪ بحلول سنة ٢٠٥٠. وذلك وفق ما نقلته وكالة بلومبيرغ.