Contact Us
Ektisadi.com
بتعرف؟

كيف وقفت صناعة الساعات بلبنان… وليش عم ترجع فجأة؟

Watch (google)

رجعت قصة صناعة الساعات بلبنان لتطلّ من جديد، بعد ما كانت شبه مختفية لسنين طويلة. هالصناعة يلي كانت مزدهرة بفترات معيّنة، انضربت بقوّة بعد الحرب الأهلية بسبب هجرة الحرفيين، غياب الدعم، وانهيار القدرة الشرائية.

وحسب تقارير محليّة قديمة ذكرتها “النهار” خلال التسعينات، عدد الورش الصغيرة المتخصّصة انخفض بشكل كبير، وصار السوق اللبناني معتمد أكتر على الساعات المستوردة، خصوصًا السويسرية يلي كانت تكتسح السوق بسبب سمعتها العالمية.

بس القصة ما وقفت هون، الانهيار الاقتصادي الأخير ضرب كل القطاعات، والساعات صارت تُعتبر “سلعة كمالية” صعبة الشراء، متل ما وثّق “تقرير البنك الدولي” عن إنخفاض الاستهلاك بلبنان بين 2019 و2023. هيدا كلّه خلّى السوق ينشف، والورش القليلة المتبقية تضطر تسكّر أو تشتغل تصليحات بس. حتى محلات معروفة ورد اسمها بمقالات “المدن” اضطرت تغيّر شغلها وتتّجه لبيع الإكسسوارات بدل الساعات الأصلية.

بس فجأة رجعت الصناعة تتحرّك، والسبب على قد ما هو غريب على قد ما هو منطقي. أول شي، الشباب اللبناني يلي اشتغل برّا، خصوصًا بسويسرا وألمانيا، رجع يحمل معه خبرات جديدة وحماس يخلق شي محلّي. مجلّة “Arab Watch Guide” حكت من فترة عن إندفاع جيل جديد من صانعي الساعات المستقلّين بالعالم العربي، ومن ضمنهم لبنانيين عم يشتغلوا على تصاميم Limited Edition بتعتمد على حِرَف يدويّة. هالإلهام وصل عالسوق المحلي، ومعه بلش يتشكّل طلب جديد على “ساعات لبنانية الصنع” كجزء من هوية فنية وحرفية.

ثاني سبب، انهيار الليرة خلق فجوة بالسوق فتح باب لمشاريع أرخص من المستورد. في مبادرات صغيرة ظهرت ببيروت وفق ما نشرته “L’Orient-Le Jour”، عم تشتغل على تجميع ساعات بقطع عالمية وتصميم لبناني، وبأسعار بتنافس المستورد الغالي. هالشي رجّع الإقبال من الناس يلي بدها منتج نوعي بس مش مكلف.

وثالث سبب، موضة “المحلي ضد العالمي” صارت ترند بكل المنطقة. العالم صارت تشجّع المنتجات الحرفية، والسوشال ميديا لعبت دور بتحويل صانعي الساعات لقصص نجاح صغيرة. حسب مقابلات عرضها برنامج “Made in Lebanon”، في ورش جديدة صارت تشتغل على ساعات خشبية أو ميكانيكية بتصاميم مستوحاة من بيروت القديمة، وعم تنباع أونلاين لكل العالم.

اليوم، ما فينا نقول إنو صناعة الساعات صارت قطاع ضخم، بس فينا نقول إنو رجعت تضوي من جديد. من بعد ما كانت ذكرى من الماضي، صارت مشروع ناشئ عم يكبر خطوة خطوة، وبدعم ناس بتحب الشغل الحرفي اللبناني. يمكن الطريق طويل، ويمكن الوضع الاقتصادي بعده صعب، بس الواضح إنو هالصناعة عندها فرصة ترجع تكون جزء من هوية البلد… مثل ما كانت من قبل، وأقوى يمكن.