بوينغ تستعيد سبيريت لمواجهة تحديات الجودة.. وإيرباص تكسب أصولًا استراتيجية

أتمّت شركة بوينغ عملية الاستحواذ المعقدة على المورد الأميركي المتعثر سبيريت إيروسستمز هولدينغز إنك، مسترجعة بذلك عنصراً أساسياً من سلسلة توريدها الحيوية، وذلك في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز جودة منتجاتها ومعاييرها التشغيلية.

وبموجب هذه الصفقة التي طال انتظارها، ستتولى بوينغ إدارة وحدات استراتيجية من أكبر مورّد لها تشمل المنشآت المسؤولة عن تصنيع هياكل طائرات 737 بالإضافة إلى الهياكل الرئيسية لطائرات 767 و777 و787 دريملاينر. كما ستساهم الصفقة في توسيع نطاق خدمات الشركة في مجالات الصيانة والإصلاح والتجديد، ما يعزز قدرتها على تقديم طائرات عالية الجودة وخدمات متكاملة لقطاع الطيران.

وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ كيلي أورتبيرغ، في بيانٍ أصدره يوم الاثنين، قائلاً: "إن أولويّتنا الأساسية تتمحور حول ضمان الاستقرار التشغيلي، بما يمكّننا من مواصلة تسليم طائرات تتميّز بأعلى معايير الجودة، وتقديم خدماتٍ استثنائية، فضلاً عن توفير قدرات دفاعية متطورة تلبّي تطلعات عملائنا وتدعم متطلبات صناعة الطيران العالمية.", نقلا عن بلومبيرغ.

وتشكّل هذه الاتفاقية نهايةً رسمية لحقبة استقلال شركة سبيريت إيروسيستمز كمورد خارجي، بعد أن كانت قد انفصلت عن بوينغ قبل نحو عقدين من الزمن كجزء من استراتيجية سابقة لتفكيك سلسلة التوريد. ومع مرور الوقت، تحوّل هذا الفصل إلى مصدرٍ متزايد من التحديات لبوينغ، خصوصاً بعد ظهور سلسلة من العلل الخطيرة في جودة التصنيع لدى سبيريت، والتي بلغت ذروتها بحادثٍ كاد أن يكون كارثيًّا في أوائل العام الماضي.

وبحسب بلومبيرغ قد أدى تراكم هذه المشكلات، إلى جانب الضغوط التنظيمية والتشغيلية الناتجة عنها، إلى قناعة داخلية لدى إدارة بوينغ بأن الحل الجذري يكمن في إعادة دمج سبيريت ضمن الكيان المؤسسي للشركة، لضمان السيطرة الكاملة على معايير السلامة والجودة في قلب سلسلة التوريد.

في إطار هذه الصفقة الشاملة، انتقلت ملكية مجموعةٍ محددة من أصول شركة سبيريت إيروسيستمز إلى شركة إيرباص، تشمل منشآت حيوية تلعب أدوارًا محورية في سلسلة إنتاج طائراتها. وتشمل هذه الأصول منشأةً في بلفاست متخصّصة في تصنيع أجنحة طائرة A220، فضلاً عن موقعٍ صناعي في شمال كارولاينا يُعنى ببناء مقاطع هياكل طائرة A350، بالإضافة إلى وحدة إنتاج في الدار البيضاء بالمغرب مسؤولة عن تصنيع مكوّنات أساسية لطائرتي A321 وA220.

وبالإضافة إلى استحواذها على هذه المرافق، ستحصل إيرباص على تعويض مالي بقيمة 439 مليون دولار أميركي، يهدف إلى تغطية الخسائر المتوقعة الناتجة عن أي اضطرابات تشغيلية أو فجوات محتملة في التوريد خلال مرحلة الانتقال. كما ستحصل الشركة الأوروبية على مبالغ إضافية متفق عليها لتسوية الالتزامات القائمة التي كانت مرتبطة بعقود الشراء السابقة مع سبيريت، وذلك وفقًا للشروط المنصوص عليها في اتفاقيات التوريد القائمة بين الطرفين, وفقا لبلومبيرغ.