تشديد أميركي مرتقب على الاستثمارات والتعاقدات مع شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية

يقترب الكونغرس الأميركي من إقرار تشريع جديد يفرض قيودًا واسعة على شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية، في خطوة تعكس تصاعد المخاوف من توسّع نفوذ الصين في مجالات يُنظر إليها على أنها حساسة واستراتيجية. وبحسب ما ذكرته بلومبيرغ، فإن الحزمة التشريعية تشمل قانون Biosecure Act الذي يهدف إلى منع بعض الشركات الصينية من الاستفادة من عقود أو منح أو قروض ممولة من الحكومة الأميركية ، إضافة إلى قانون FIGHT China Act الذي يمنح الإدارة الأميركية صلاحيات لمنع أو تقييد الاستثمارات الأمريكية في قطاعات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة داخل الصين.
وتشير بلومبيرغ إلى أن مجلسي النواب والشيوخ توصلا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى صيغة نهائية لمشروع قانون الدفاع السنوي NDAA، تتضمن هذه القيود الجديدة رغم حذف بند أثار اعتراض شركات التكنولوجيا الأميركية، وخاصة Nvidia، والذي كان سيُلزم الشركات بمنح أولوية للسوق الأميركية قبل بيع شرائح الذكاء الاصطناعي للصين.
ويظل القانون بحاجة إلى إقراره في المجلسين قبل رفعه إلى الرئيس دونالد ترامب للتوقيع، إلا أن تمرير قانون الدفاع السنوي يُعد شبه مؤكد نظرًا لاعتياد الكونغرس على إقراره كل عام، كما أوضحت بلومبيرغ في تقريرها.
وتكشف النسخة الجديدة من قانون Biosecure Act أن مكتب الإدارة والميزانية سيُكلّف بإعداد قائمة بالشركات الصينية الممنوعة من الاستفادة من التمويل الفيدرالي خلال عام واحد مع منح هذه الشركات حق الاعتراض. وستشمل القائمة الشركات المصنّفة من قبل وزارة الدفاع كـ”شركات عسكرية صينية”، وهو توصيف يطال شركات مثل BGI Genomics وMGI Tech، فيما نقلت بلومبيرغ أن الوزارة أوصت أيضًا بإضافة شركة WuXi AppTec إلى القائمة.
ورغم نفي هذه الشركات لأي ارتباطات عسكرية، يحذّر مشرّعون أميركيون من أن بكين تسعى للهيمنة على قطاع التكنولوجيا الحيوية، وهو مجال قد يمتلك تطبيقات عسكرية مستقبلية. أما قانون FIGHT China Act، كما توضح بلومبيرغ، فيمنح وزارة الخزانة سلطة حظر أو تقييد استثمارات أمريكية في الصين ضمن مجالات تُعتبر بالغة الحساسية، مثل الذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات، الحوسبة الكمومية، وتقنيات الهايبرسونيك.
وتأتي هذه الخطوات ضمن سياق أوسع من التشدد الأميركي تجاه الصناعات الصينية المتقدمة، خصوصًا تلك التي يمكن أن تُسهم في تطوير قدرات عسكرية مستقبلية، وفق ما نقله تقرير بلومبيرغ.
