Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

برلين تتحرك لإصلاح علاقاتها مع بكين

برلين تتحرك لإصلاح علاقاتها مع بكين  (Ai)

بدأت برلين أسبوعها السياسي والاقتصادي بخطوة لافتة عبر زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول إلى الصين في إطار جولة تستمر يومين وتركّز على التجارة والمعادن النادرة والحرب في أوكرانيا، في محاولة جديدة لإعادة ترميم العلاقات التي شهدت توتراً ملحوظاً في الأشهر الماضية. ووصل وادفول إلى بكين وسط ضغوط داخلية تتعلق بضعف النمو الاقتصادي وتراجع التوقعات للعام المقبل إلى أقل من ١٪، ما يزيد من حاجة ألمانيا لتعزيز شراكاتها التجارية الكبرى.

وفي تقرير لبلومبيرغ، ظهر وادفول في مستهل زيارته خلال لقائه وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو، مؤكدًا أنّ الصين تبقى “الشريك التجاري الأهم” لبلاده وأنّ برلين تسعى إلى توسعة هذا التعاون رغم الخلافات. وأوضح الوزير أنّه سيطرح ملف القيود التجارية، ولا سيما تلك المرتبطة بالمعادن النادرة، بالإضافة إلى مسألة “القدرات الإنتاجية الفائضة” في السيارات الكهربائية والصلب. كما شدّد على أنه سيحثّ بكين على استخدام نفوذها لدى موسكو لدفعها نحو مفاوضات جديّة تراعي سيادة أوكرانيا.

وتأتي هذه التحركات في وقت فرضت فيه الصين قيودًا جديدة على تصدير المعادن النادرة، وهي مواد أساسية للصناعات التكنولوجية والعسكرية العالمية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى إعداد خطة لتمويل مشاريع تهدف إلى فكّ الارتباط عن الاعتماد الصيني، مع تخصيص مبلغ لا يقل عن ٣ مليارات يورو ما يعادل نحو ٣.٢ مليار دولار خلال العام المقبل. وقد نقلت بلومبيرغ عن مسودة أوروبية أنّ التمويل سيأتي من مصادر متنوعة لدعم قطاعات حساسة تواجه ضغوطًا غير مسبوقة.

التوتر بين برلين وبكين تصاعد منذ وصول المستشار المحافظ فريدريش ميرتس إلى الحكم في أيار/مايو، بعدما تعهّد بسياسة أكثر تشددًا تجاه الصين. وتجلّت الأزمة عندما ألغى وادفول زيارته الرسمية الأولى إلى الصين في تشرين الأول/أكتوبر بسبب “مشكلات في الجدول”، بعد فترة قصيرة من انتقاده السلوك “العدائي” للصين حول تايوان، ما أثار امتعاض بكين.

وفي الشهر الماضي، قام نائب المستشار ووزير المالية لارس كلينغبايل بزيارة مماثلة حصل خلالها على وعود غير ملزمة بشأن استمرار تدفق المعادن النادرة نحو أوروبا، وهو ما عكس حجم النفوذ الصيني على سلسلة الإمدادات العالمية، وأبرز التحول العميق في ميزان القوة بين البلدين اللذين كانا يتنافسان سابقًا على موقع أكبر مُصَدِّر في العالم، وهو اللقب الذي باتت الصين تتفرّد به اليوم.

سعر صرف: 1 يورو = 1.1640 دولار أميركي