صفقة نتفليكس البالغة 72 مليار دولار تنتظر ضوء أخضر من ترامب
دخلت صفقة استحواذ نتفليكس على استوديوهات وارنر براذرز ديسكفري وخدمة HBO Max، والتي تبلغ قيمتها 72 مليار دولار، مرحلة جديدة من الترقب بعدما تفوّقت الشركة على كلٍّ من باراماونت وكومكاست للفوز بها، وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
وبحسب الصحيفة، فإن الصفقة لن تكتمل قبل أن تحصل على الضوء الأخضر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ تستعد وزارة العدل لفتح تحقيق رسمي حول ما إذا كان هذا الاندماج سيُعزّز من هيمنة نتفليكس في سوق البثّ الرقمي. ويأتي ذلك في وقت أشارت فيه مصادر حكومية للصحيفة إلى وجود “قلق داخل البيت الأبيض” بشأن الصفقة.
ذكرت وول ستريت جورنال أنّ قرب الرئيس ترامب من الرئيس التنفيذي لباراماونت، ديفيد إليسون، ووالده لاري إليسون – أحد أبرز حلفاء ترامب – قد يؤثر على موقف الإدارة من الصفقة، وربما يدفع نحو إعادة توجيه وارنر نحو باراماونت. وكانت باراماونت قد اتهمت في الأيام الماضية، وفق الصحيفة، شركة وارنر بأنها “فضّلت عرض نتفليكس بشكل غير عادل”، محذرة من أن الجهات التنظيمية الأميركية والدولية قد تنظر إلى ذلك بسلبية.
أكد الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس تيد ساراندوس للصحيفة أنّ الشركة “واثقة للغاية” من حصول الصفقة على الموافقة، واصفًا الاندماج بأنه “مؤيد للمستهلك” و“داعِم للابتكار”. وتشير وول ستريت جورنال إلى أنّ نتفليكس ترى في مكتبة وارنر الواسعة إضافة إلى HBO ومنصتها رافعة أساسية للحفاظ على المشتركين وجذب مشتركين جدد.
تلفت وول ستريت جورنال إلى أنّ مسؤولي وزارة العدل يعتبرون أنّ استحواذ نتفليكس على HBO Max قد يثير مخاوف قانونية، إذ سيؤدي إلى سيطرة تقترب من 30% من سوق البثّ المدفوع في الولايات المتحدة. وحسب إرشادات الوزارة المعتمدة منذ 2023، تُعدّ عمليات الاندماج بين منافسين مباشرين “غير قانونية على الأرجح” إذا تجاوزت الحصة السوقية للكيان الجديد نسبة 30%.
من جانبها، تدافع نتفليكس بأنّ السوق يجب أن يُحتسب على نحو أوسع يشمل منصات الفيديو المجانية مثل يوتيوب وفيسبوك وتيك توك، معتبرة أنّ جمع HBO Max تحت مظلتها لن يقلّص المنافسة أو يضرّ المستهلك، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصدر مطّلع.
وفي إشارة أخرى إلى ثقة نتفليكس، تقول وول ستريت جورنال إن الشركة وافقت على دفع رسوم فسخ بقيمة 5.8 مليارات دولار في حال فشل الصفقة بسبب عدم الحصول على الموافقات التنظيمية، وهي رسوم تُعدّ من الأكبر في تاريخ صفقات الإعلام وتمثّل 8% من قيمة الصفقة، مقارنة بالمعدل المعتاد بين 1% و3%.
تتوقع وارنر ونتفليكس حسب الصحيفة أن تستغرق عملية إتمام الصفقة بين 12 و18 شهرًا، بينما تستعد كل شركة بخبراء قانونيين من الوزن الثقيل، إذ استعانت نتفليكس بمكتب Skadden بقيادة خبير مكافحة الاحتكار ستيفن صن شاين، بينما ضمت باراماونت إلى صفوفها ماكان ديلراهيم، الرئيس السابق لقسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل خلال عهد ترامب.
تختم وول ستريت جورنال بالإشارة إلى أنّ الصفقة أثارت انتقادات في الكونغرس وفي هوليوود، حيث وصفت السيناتور إليزابيث وارن الاندماج بأنه “كابوس احتكاري” سيقود إلى ارتفاع الأسعار وتقليص الخيارات أمام المستهلكين.