Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

انتعاش تاريخي تقوده البنوك في إسبانيا وإيطاليا

صورة لبنك إيطاليا وبنك أستراليا (ai)

تتجه أسواق الأسهم في إسبانيا وإيطاليا نحو إنتعاش هو الأقوى منذ الأزمة المالية العالمية، مدفوعةً بصعود حاد في أسهم أكبر البنوك في البلدين، وفق ما أفادت به بلومبيرغ يوم السبت. وجاء هذا الإرتفاع بعد نحو 17 عامًا من التراجع الذي تسبب به القطاع المصرفي خلال أزمة 2008، ليبدأ في محو الخسائر التاريخية التي لحقت بالمؤشرات الأوروبية.

وسجّل مؤشر Ibex 35 الإسباني خلال تشرين الأول/أكتوبر أول مستوى قياسي له منذ عام 2007، بينما صعد مؤشر FTSE MIB الإيطالي الشهر الماضي إلى أعلى مستوى منذ عام 2001. وذكرت بلومبيرغ أن هذا الإرتفاع تقوده البنوك بشكل شبه كامل، إذ تشكّل ما يقارب 70% من مكاسب السوق الإسباني هذا العام، ونحو 80% من مكاسب السوق الإيطالي، بينما تستحوذ المصارف على قرابة 40% من وزن المؤشرات في البلدين.

وقال روبرتو سكولتيز، رئيس الإستراتيجية في Singular Bank، أن البنوك الإسبانية والإيطالية أصبحت اليوم أكثر صلابة بكثير مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عامًا، مضيفًا أن الميزانيات أقل مديونية مع نسب قروض إلى ودائع أدنى من 100%، وإنخفاض الإعتماد على تمويل الأسواق، إضافة إلى تنوّع أكبر في مصادر الدخل.

وأفادت بلومبيرغ بأن القطاع المصرفي الأوروبي يُعد الأفضل أداءً هذا العام، بعدما إرتفع مؤشر Stoxx 600 Banks بنسبة 56% مقابل 14% فقط للمؤشر الأوروبي الأوسع. وبرزت البنوك الإسبانية تحديدًا، إذ ضمّت أربعة من أفضل عشرة أسهم مصرفية لعام 2025. وعزت الوكالة هذا الأداء إلى الأرباح القوية، والتوزيعات السخية، وتحسّن الأوضاع الإقتصادية، وإستمرار عمليات الإندماج في القطاع جنوب أوروبا.

وقالت صوفي بيترزن، المحللة في Goldman Sachs، أن البنوك في جنوب أوروبا تبدو جذابة بفضل ربحيتها القوية، متوقعةً تحقيقها عوائد متوسطة إلى مرتفعة على رأس المال الملموس. وأوضحت أن ذلك يعود إلى إنخفاض الحساسية لأسعار الفائدة، وتحسّن توقعات الإقراض، وإنضباط التكاليف، والتراجع الكبير في المديونية والمخاطر خلال العقد الماضي، إضافة إلى ظروف إقتصادية داعمة.

وكشفت بيانات بلومبيرغ أن عوائد البنوك الأوروبية منذ بداية 2021 تحركت بالكامل وفق نمو الأرباح، إذ إرتفعت تقديرات الأرباح المستقبلية لمؤشر Stoxx 600 Banks بنسبة 242%، متجاوزةً الإرتفاع السعري البالغ 206% خلال الفترة نفسها، مما أدى إلى تراجع التقييمات بنحو 10% مقارنة بما كانت عليه في 2021.

ويبرز بنك Santander كأحد أبرز أمثلة التحوّل في القطاع المصرفي الأوروبي، بعد تمدده عالميًا خلال العقود الماضية. فقد سجّل البنك سادس ربح فصلي قياسي على التوالي، ليصبح الأكبر قيمة في أوروبا القارية.

وفي إيطاليا، أظهرت بيانات بلومبيرغ أن عمليات الإنقاذ خلال الأزمات السابقة، وتنظيف القروض المتعثرة، وضغوط الهيئات التنظيمية الأوروبية، دفعت البنوك الأضعف إلى الإندماج أو الحلّ، مما حوّل قطاعًا خاسرًا إلى واحد من الأكثر ربحية ومتانة في القارة. كما شهدت البلاد موجة إندماجات طوعية حديثًا، أبرزها إستحواذ Banca Monte dei Paschi di Siena على Mediobanca في أيلول/سبتمبر، ليشكلا معًا ثالث أكبر بنك في إيطاليا. كما سيطرت BPER Banca على Banca Popolare di Sondrio خلال الأشهر الماضية، فيما سحبت UniCredit عرضها للإستحواذ على Banco BPM بسبب معارضة سياسية.

وقال برونو روفيلي، كبير إستراتيجيي الإستثمار في BlackRock لإيطاليا، أن الضغط التنظيمي أصبح خلفنا، والبنوك تحصل أخيرًا على تقييمات تعكس نهاية مرحلة طويلة كان فيها كل شيء ضد النظام المالي.

وبحسب بلومبيرغ، فإن البنوك الأوروبية اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه قبل الأزمة المالية العالمية، رغم أن تقييماتها لا تزال أدنى من مستويات ما قبل الأزمة. ويبلغ مضاعف السعر إلى الأرباح المستقبلية لمؤشر Stoxx 600 Banks نحو 9.5، ما يجعله ثاني أرخص قطاع في أوروبا بعد السيارات. ويرى محللو Morgan Stanley أن عودة مضاعفات ما قبل الأزمة أمر ممكن مرة أخرى، مع ترك مساحة لصعود إضافي في أداء القطاع خلال العام المقبل.