أزمة كبرى: أكثر من 1000 رحلة ملغاة تشلّ حركة الطيران في الهند
اضطرت شركة الطيران الهندية منخفضة التكلفة إنديغو إلى إلغاء أكثر من ألف رحلة خلال ثلاثة أيام بداية من 3 كانون الأول/ديسمبر، مما أدى إلى شل حركة المطارات الكبرى في الهند وأجبر الحكومة على تعليق قواعد جديدة لساعات راحة الطيارين وفرض سقف على أسعار التذاكر لمنع الاستغلال، بالإضافة إلى زيادة تشغيل القطارات لتخفيف الضغط على المسافرين.
وحسب وكالة بلومبيرغ، بدأت الأزمة مساء 2 كانون الأول/ديسمبر، عندما اكتشف المسؤولون خللاً تقنياً في نظام تسجيل الوصول تسبب في تأخير الرحلات الليلية. وكان هذا التأخير يؤثر بشكل مباشر على جداول عمل الطيارين التي تم تعديلها مؤخراً لتتماشى مع قواعد حكومية جديدة أعلنت في كانون الثاني/يناير 2024، تنص على زيادة ساعات الراحة وعدد أقل من الهبوط الليلي لكل طيار.
تفاقمت الأزمة بسبب تغييرات جدول الرحلات الشتوية، وازدحام المطارات، وسوء الأحوال الجوية. وقد أدت الاستراتيجية المكثفة للشركة في تحسين الكفاءة وخفض التكاليف إلى تقليل المرونة والموارد اللازمة لتطبيق هذه القواعد الجديدة، رغم أن شركات الطيران كان لديها نحو عامين للتحضير منذ إعلان الإرشادات لأول مرة.
مع تصاعد الأزمة، ألغت إنديغو 70 رحلة في 3 كانون الأول/ديسمبر، ثم 300 رحلة في 4 كانون الأول/ديسمبر، وأكثر من 1000 رحلة في 5 كانون الأول/ديسمبر، أي نحو نصف رحلاتها اليومية المعتادة، مما ترك آلاف الركاب عالقين في مطارات المدن الكبرى نقلا عن وكالة بلومبيرغ.
رداً على الأزمة، أمرت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتعليق قواعد راحة الطيارين، وتحديد سقف على أسعار التذاكر، وتشغيل المزيد من القطارات. كما طالبت هيئة الطيران المدني الرئيس التنفيذي للشركة، بيتر إلبيرس، بتقديم تقرير خلال 24 ساعة يشرح فيه أسباب هذا الاضطراب ولماذا لا ينبغي اتخاذ إجراءات ضده بسبب "الإخفاقات الكبيرة في التخطيط والإشراف وإدارة الموارد".
أدى الإلغاء الجماعي للرحلات إلى انخفاض أسهم الشركة الأم، إنترغلوب للطيران المحدودة، بنسبة 9٪ الأسبوع الماضي، مسجلاً أسوأ أسبوع منذ تولي إلبيرس منصب الرئيس التنفيذي في 2022، رغم أن أسهم الشركة تضاعفت تقريباً ثلاث مرات منذ تعيينه، متفوقة على أداء مؤشر سينسكس الذي ارتفع بنسبة 49٪ ومؤشر متابعة شركات الطيران الآسيوية الذي ارتفع بنسبة 8.4٪.
وتأتي هذه الأحداث بعد ستة أشهر فقط من تحطم طائرة إير إنديا في أحمد آباد، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 260 شخصاً، مما يجعل عام 2025 واحداً من أسوأ الأعوام في تاريخ الطيران الهندي.
تشير الأزمة إلى خطورة اعتماد الهند على شركات كبرى الكبير جداً ليفشل، حيث أن توقف شركة واحدة عن العمل شبه الكامل أدى إلى شلل شبه كامل لحركة الطيران الوطني.
تتميز عمليات إنديغو بالكفاءة العالية والفعالية في إدارة الموارد. فهي تستخدم نوعاً واحداً من الطائرات، إيرباص A320، مما يقلل من التكاليف المتعلقة بتدريب الطيارين والطاقم والصيانة وقطع الغيار. كما تعتمد على سرعة دوران الرحلات وتقليل وقت توقف الطائرة على الأرض إلى 20–25 دقيقة مقارنة بمتوسط الصناعة البالغ 45 دقيقة، مع نظام ركاب سريع وتقنيات لتسريع صعود ونزول الركاب، بما في ذلك فتح جميع أبواب الطائرة للنزول السريع.
ورغم أن الشركة نجحت على مدى السنوات الماضية في تحقيق الأرباح والاستحواذ على نحو 66٪ من سوق الطيران المحلي، فإن سلسلة الإلغاءات الأخيرة تهدد مصداقيتها وخططها الطموحة للتوسع في الأسواق الدولية، بما في ذلك طلبات شراء طائرات إيرباص إضافية وتوقيع اتفاقيات شراكة برموز رحلات مع شركات كبرى مثل دلتا إير لاينز، وإير فرانس-كيه إل إم، وفيرجن أتلانتيك.