قفزة في طلبيات المصانع الألمانية بدعم ارتفاع كبير في قطاع النقل

قفزت طلبيات المصانع الألمانية في تشرين الأول/أكتوبر، مسجلة ارتفاعاً شهرياً قدره 1.5% بعد تعديل بيانات الشهر السابق لتظهر زيادة 2%، وفق مكتب الإحصاء الألماني ديستاتيس، متجاوزة التقديرات التي كانت عند 0.3% فقط، مدفوعة خصوصاً بارتفاع 87% في طلبات قطاع النقل الذي يشمل الطائرات والسفن والقطارات والمركبات العسكرية.
وتعكس هذه البيانات تحسناً في الطلب الصناعي بعد فترة من التباين، فيما أظهرت مؤشرات نشاط التصنيع لشركة S&P Global في تشرين الثاني/نوفمبر تراجعاً دون مستوى 50 الذي يفصل بين التوسع والانكماش. من المتوقع صدور بيانات الإنتاج الصناعي الألماني لشهر تشرين الأول/أكتوبر قريباً، فيما أظهرت بيانات صناعية منفصلة من فرنسا ارتفاعاً طفيفاً للشهر ذاته وانخفاضاً طفيفاً في النشاط الصناعي الإسباني بنسبة 0.1%، مع تسجيل نمو أعلى من المتوقع في إسبانيا بنسبة 0.7%.
ويُنظر إلى انتعاش القطاع الصناعي الألماني على أنه حاسم لتعويض ضعف الاقتصاد الذي أدى إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي في 2023 و2024، مع تحديات مثل الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة والمنافسة الصينية المتزايدة والبيروقراطية الطويلة، ويأمل البنك المركزي الألماني ومعظم التوقعات الاقتصادية بأن يشهد الإنتاج نمواً في الربع الأخير من العام مدعوماً بزيادة الإنفاق الحكومي وخفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، رغم ما وصفه بيتر ليبينغر، رئيس رابطة الأعمال الألمانية BDI، بأنه “أدنى نقطة درامية” للمصنعين مع اقتراب نهاية العام.
وأكد خبراء اقتصاديون أن ارتفاع طلبيات النقل الكبير يعد مؤشراً إيجابياً على استعداد الشركات الكبرى لتوسيع عملياتها والاستثمار في معدات جديدة، وهو ما قد يدعم الطلب على العمالة والمواد الخام ويحفز النشاط الاقتصادي المحلي في الأشهر المقبلة، خصوصاً في ظل جهود الحكومة الألمانية لتعزيز التصدير والمنافسة الصناعية في الأسواق العالمية.
كما حذر محللون من أن القطاع الصناعي ما زال يواجه ضغوطاً من تكاليف الطاقة المرتفعة والتحديات اللوجستية، ما قد يقيد المكاسب المحتملة إذا لم تتم إدارة هذه العوامل بكفاءة، مشيرين إلى أن البيانات القادمة حول الإنتاج الصناعي ومؤشرات الثقة الاقتصادية ستكون حاسمة لتحديد مسار النمو الألماني في الربع الأخير من السنة، وفقا لما نقلته وكالة بلومبيرغ.
