Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

فرنسا وألمانيا: تحديات تهدد انتعاش أرباح السيارات والسلع الفاخرة

 أسواق الأسهم -مخاطر (Ai)

مع تصاعد المخاطر على أسواق الأسهم في فرنسا وألمانيا، يبدو أن التعافي المتوقع في أرباح المؤشرين المعتمد بشكل أساسي على انتعاش قطاعي السيارات والسلع الفاخرة، يواجه اليوم تهديدات متزايدة قد تعيق تحقيق النتائج المرجوة.

فيما أن توقعات الأرباح لمؤشري CAC 40 الفرنسي وDAX الألماني للعام المقبل شهدت تخفيضات خلال الأسابيع الأخيرة، بينما تم رفع تقديرات بعض المؤشرات الإقليمية الأخرى في أوروبا، مما يعكس تفاوتًا واضحًا في الأداء المتوقع بين الأسواق, بحسب ما اشارت اليه بيانات بلومبيرغ إنتليجنس.

ومقارنة مع مؤشر SMI السويسري المرتكز على قطاع الرعاية الصحية ومؤشر IBEX الإسباني الذي يهيمن عليه القطاع المالي، يتضح أن المؤشرات الفرنسية والألمانية تعتمد بشكل كبير على السلع الاستهلاكية المعمرة والقطاع الصناعي، وهما مجالان قد لا يتمكنان من الوفاء بالتوقعات العالية للعام المقبل.

في فرنسا، يواجه كبار عمالقة صناعة السلع الفاخرة مثل LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton SE وHermes International SCA وKering SA تحديًا كبيرًا يتمثل في طمأنة الأسواق بشأن استمرار وتعزيز انتعاش الطلب على منتجاتهم في الولايات المتحدة والصين، وهو الانتعاش الذي أشار إليه تقرير نتائج الربع الثالث.

وتواجه شركة Kering المالكة لعلامة Gucci، ضغوطًا إضافية إذ شهدت أسهمها ارتفاعًا بنسبة 23% خلال العام الجاري، مدفوعة بتوقعات المستثمرين بأن المدير التنفيذي الجديد Luca de Meo سيكون قادرًا على إعادة الشركة إلى مسار النمو وتحقيق أهداف الأداء المرجوة، مما يضع على عاتقها مسؤولية كبيرة للحفاظ على هذا التفاؤل وتحويله إلى نتائج فعلية ملموسة.

وأشار المحلل في دويتشه بنك، آدم كوكران، إلى أن "سرعة تعافي أسعار الأسهم وتفاؤل المستثمرين تجاه المدير التنفيذي الجديد كانت ملحوظة للغاية، إلا أن هناك خطرًا من أن تتجاوز توقعات الإجماع الواقع الفعلي"، مضيفًا أنه من المتوقع حدوث تخفيض محتمل في الأرباح عند إعلان الشركة عن استراتيجيتها للعام المقبل, بحسب بلومبيرغ.

وفي ألمانيا، يعتمد قطاع السلع الاستهلاكية المعمرة بصورة كبيرة على شركات صناعة السيارات الكبرى بما في ذلك BMW AG وVolkswagen AG وMercedes-Benz Group AG، التي واجهت هذا العام سلسلة من التحديات المعقدة. وتشمل هذه التحديات الرسوم الجمركية الأميركية وضعف الطلب في السوق الصينية والمنافسة الشديدة من شركات السيارات الصينية، بالإضافة إلى تباطؤ سوق السيارات الكهربائية، ما يزيد من الضغوط على تحقيق انتعاش مستدام في أرباح هذا القطاع الحيوي.

وتظل عملية استعادة هوامش الربح في مؤشر DAX الألماني في موقف هش، إذ إنها تعتمد بدرجة كبيرة على أداء شركات صناعة السيارات الكبرى، التي تواجه تحديات هيكلية مستمرة قد تعرقل تعافي الأرباح حتى مع تحسن الطلب الدوري، وفقًا لاستراتيجيي بلومبيرغ إنتليجنس، Kaidi Meng وLaurent Douillet.

وفي هذا الإطار تتوقع Citigroup عبر محللها Harald Hendrikse، أن تستمر شركات السيارات الأوروبية في مواجهة انخفاض حاد في حصتها السوقية وربحيتها في الصين خلال عام 2026. وأوضح أن تعرض شركتي BMW وMercedes-Benz للسوق الصينية يجعل أرباحهما عرضة لضربة مالية كبيرة، مما يزيد من المخاطر على الأداء العام لمؤشر DAX ويجعل استعادة الهوامش أكثر تعقيدًا.

تواجه الشركات الصناعية الكبرى مثل Daimler Truck Holding AG، التي تولد أكثر من 40% من إيراداتها في أميركا الشمالية، ضغوطًا كبيرة نتيجة الرسوم الجمركية المفروضة بنسبة 25% على الشاحنات المتوسطة والثقيلة، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض الأرباح بما يصل إلى 30% وفقًا لحسابات بلومبيرغ إنتليجنس، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لأدائها المالي.

في المقابل، من المتوقع أن تستفيد بعض الشركات الصناعية الفرنسية مثل Schneider Electric SE، إلى جانب شركات الدفاع والطيران مثل Safran SA وAirbus SE العضو أيضًا في مؤشر DAX الألماني و Thales SA، من ديناميكيات الأسواق النهائية المدفوعة بتوسع مراكز البيانات، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وتسارع التحول نحو الطاقة النظيفة. ومع ذلك، يبقى عدم اليقين السياسي عاملاً يثقل كاهل التوقعات ويضعف احتمالات تحقيق انتعاش كبير ومستدام في هذه القطاعات، مما يضيف عنصر المخاطرة على تقييمات المستثمرين وخطط النمو المستقبلية, بحسب ما نشرت بلومبيرغ.