Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

احتيالات رقمية ضخمة تهزّ الهند

احتيال الكتروني-ضحايا  (Ai)

تم اطلاق هذا المشروع في أواخر عام 2024، بعد أن سجلت الهند مستويات قياسية من عمليات الاحتيال الرقمية، حيث تم استغلال الضحايا وخداعهم بمبالغ وصلت إلى 19 مليار روبية أي ما يعادل نحو 212 مليون دولار أميركي. وقد أدركت ناتالي أوبكو بيرسون كبيرة مراسلي بلومبيرغ للتحقيقات في آسيا والتي قضت سبع سنوات في الهند، أن هذا الارتفاع الكبير في عمليات الاحتيال يمثل فرصة لفهم الطريقة التي تجاوز بها التحول الرقمي السريع في الهند قدرة الدولة على إدارة الأمان الرقمي والتعامل بأمان مع التحديات التي يفرضها العالم الرقمي الحديث.

وكانت قصص ضحايا الاعتقالات الرقمية متكررة ومتعددة، ما أظهر نطاق المشكلة وانتشارها. ومن هذا المنطلق، شرعت بيرسون في البحث عن حالة واحدة يمكن أن تمثل هذا الواقع الرقمي المظلم، حيث أرادت تتبع أثر المحتالين المزعومين والبحث في خلفياتهم، لأن هؤلاء الأشخاص، بقدر ما كانوا يمثلون جانبا من الضحايا، يمكن أن يعكسوا أيضاً الإخفاقات الاجتماعية والتكنولوجية والاقتصادية التي سمحت بحدوث هذه الاحتيالات الرقمية المعقدة.

شاركت ناتالي بيرسون إلى جانب الصحفية المستقلة المخضرمة سوبرنا شارما وهي مراسلة تحقيقية مقرها دلهي وتتمتع بخبرة واسعة في تغطية المناطق الشمالية الشرقية المتقلبة في الهند، بالإضافة إلى خبرتها الطويلة في متابعة القضايا الجنائية وشؤون المحاكم, بحسب بلومبيرغ.

قام الصحفيان بإعداد قائمة شاملة ضمت أربعين قضية محتملة للتحقيق، وتمكنت شارما من الوصول إلى سجلات خمس من هذه القضايا، ما مكنهما من الشروع في جمع المعلومات وتحليلها بشكل دقيق. وخلال تحقيقهما، أجرى الصحفيان مقابلات مع أكثر من خمسة وستين شخصاً شملت ضباط شرطة ومحامين ومسؤولين في المحاكم، فضلاً عن أشخاص استخدمت حساباتهم البنكية في عمليات الاحتيال والضحايا أنفسهم، بالإضافة إلى المتهمين بالمشاركة في هذه الاحتيالات. وفي قلب التحقيق كانت الدكتورة روتشيكا تاندون، التي تمت مقابلتها ست مرات، وقدمت للصحفيين لقطات شاشة ونسخاً من الوثائق الرقمية التي أرسلها المحتالون أثناء اعتقالها الرقمي، ما أتاح للصحفيين تتبع أساليب الاحتيال بدقة.تمكّن الصحفيان من الحصول على أكثر من ألفي صفحة من السجلات، شملت يوميات المحتالين المكتوبة بخط اليد، والتي تضمنت معلومات تفصيلية عن كل شخص مستهدف بما في ذلك الاسم، العمر، الدخل، الوظيفة، رقم الهاتف، التفاصيل البنكية، وسياسات التأمين.

كان المحتالون يسجلون بدقة ردود فعل كل ضحية أثناء المكالمات، ويقيّمون مدى قابلية كل فرد للتعرض للخداع المالي، مما أتاح للصحفيين فهم أسلوب عملهم بشكل دقيق.في مسار التحقيق الذي استمر ثلاثة أسابيع، شرعت بيرسون وشارما في تتبع الأشخاص والأماكن المرتبطة بقضية الدكتورة تاندون، حيث سافرا لمسافة تزيد على عشرة آلاف ميل لتغطية مختلف جوانب القضية. شملت رحلتهما عشر مدن وبلدات تقع في ولايات أوتار براديش، وبيهار، وبنجاب، وماهاراشترا، وماديا براديش، وأوديشا، في محاولة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات الميدانية والتحقق من الوقائع, وفقا لبلومبيرغ.

وفي كثير من الحالات، لم توفر سجلات القضايا عناوين دقيقة للمتهمين، بل اقتصرت المعلومات غالباً على صور للمنازل أو أسماء مراكز الشرطة المحلية التي كان المتهمون قد أقاموا فيها سابقاً. وبسبب هذا النقص في التفاصيل، اعتمد الصحفيان على شبكة من المصادر الميدانية، مستعينين بسعاة البريد المحليين، وأصحاب الأكشاك على الطرق، ومديري البنوك، وغيرهم من الأشخاص الذين يمكن أن يقدموا معلومات إضافية حول مواقع المتهمين وتحركاتهم، مما أتاح لهما بناء صورة أوضح عن مواقع الأشخاص المتورطين ومسار القضية بشكل دقيق وشامل.

ومن خلال هذه الجهود الميدانية المكثفة، تمكنت بيرسون وشارما من الوصول إلى مجموعة إضافية من السجلات والمصادر المهمة، شملت تسجيلات صوتية لمراقبة الشرطة، وفيديوهات التقطتها كاميرات المراقبة، وصور فوتوغرافية، بالإضافة إلى سجلات نزلاء الفنادق المرتبطة بالقضية. علاوة على ذلك، تمكن الصحفيان من تحديد ومقابلة أشخاص لديهم معرفة مباشرة أو اتصال بالمحتالين المتهمين، بما في ذلك أفراد العائلة، والأصدقاء، والجيران، والمحامين، وموظفي الشرطة. وفي إحدى الحالات الخاصة، أجروا مقابلة مع سادهو أو رجل دين، الذي قدّم معلومات إضافية عن أحد الأشخاص المرتبطين بالقضية، ما ساعد على بناء صورة أكثر اكتمالاً عن شبكة العلاقات والتفاعلات المرتبطة بالمحتالين.

واجه الصحفيان بيرسون وشارما صعوبة في الوصول إلى كل من روبين كومار وأيوش ياداف، حيث لم يتمكنا من الاتصال بهما بأي وسيلة مباشرة, قاما بإرسال رسائل إلى العناوين المدرجة في سجلات القضايا الخاصة بهما، إلا أنهما لم يتلقيا أي ردود قبل موعد النشر مما حال دون الحصول على وجهة نظرهما أو تعليقاتهما. كما لم تُجب المكالمات الهاتفية ولا الرسائل النصية التي أرسلاها إلى أرقام الهواتف المرتبطة بهما سابقاً، مما أضاف تحدياً إضافياً أمام الصحفيين في محاولة إغلاق الحلقة البحثية المتعلقة بهذين الشخصين ضمن التحقيق, بحسب ما نشرت بلومبيرغ.

سعر الصرف حوالي 90 روبية لكل 1 دولار أميركي.