نوفو نورديسك تواصل بحث ألزهايمر رغم فشل تجارب أوزيمبيك

تواصل شركة نوفو نورديسك مساعيها في مجال أبحاث ألزهايمر رغم فشل التجارب السريرية لأقراص ريبلسس (Rybelsus)، النسخة الفموية من دواء أوزيمبيك، والتي لم تُظهر أي تحسن معرفي لدى المرضى. ورغم ذلك، قالت الشركة إن المرضى سجلوا إستجابات بيولوجية طفيفة في عدد محدود من المؤشرات الحيوية، وفق ما نقلته بلومبيرغ اليوم الخميس.
وأظهرت التحليلات أن بعض مؤشرات التنكس العصبي والالتهاب وترسب بروتين تاو المرتبط بمرض ألزهايمر انخفضت بنسبة لا تتجاوز 10% استنادًا إلى قياسات السائل الدماغي الشوكي، بينما لم يطرأ أي تغيّر على معظم 30 مؤشرًا حيويًا خضعت للفحص. وكانت نوفو قد أعلنت الشهر الماضي أن الدواء فشل في إبطاء تطور المرض، رغم التجربتين اللتين شارك فيهما أكثر من 3,500 مريض، في محاولة لفتح سوق جديدة لعقار سيماغلوتايد، المكوّن الأساسي في أوزيمبيك وويغوفي المستخدمين لعلاج السمنة والسكري.
وقال بيتر يوهانسن، نائب الرئيس الطبي الدولي لتطوير الأدوية في نوفو، إن “السيماغلوتايد فعليًا يؤثر في المؤشرات الحيوية”، مضيفًا أن الشركة ما زالت تحلل البيانات وأنه من المبكر تحديد الخطوات التالية.
وأظهرت نتائج السلامة عدم وجود أي مخاطر غير متوقعة، وجاءت متماشية مع الخصائص المعروفة للدواء. وعلّق رون بيترسن، مدير مركز أبحاث ألزهايمر في مايو كلينك، قائلاً إن التجارب كانت جيدة التصميم لكنها “سلبية تمامًا”، وإن المجتمع الطبي كان يأمل في “إشارة إيجابية لمتابعتها”.
وتُعد نتائج المؤشرات الحيوية مشابهة لما ظهر سابقًا في تجربة شركة روش الفاشلة لدواء gantenerumab، فيما أظهرت الأدوية المعتمدة تأثيرات أقوى في نطاق 30%. وأوضح يوهانسن أن قرار بدء التجارب نهاية عام 2020 جاء بعد عامين من مراجعة أبحاث المجال، معتبرًا أن السؤال العلمي كان “يستحق الإجابة حتى وإن لم تكن النتيجة كما توقعت الشركة”.
وأشار إلى وجود احتمالات لتحيزات في بيانات العالم الحقيقي، فالأشخاص الذين يبدأون باستخدام أدوية GLP-1 القوية قد يكون لديهم موارد مالية أكبر، أو رعاية صحية أكثر حداثة، بينما قد يتجنب من بدأت لديهم علامات ألزهايمر المبكرة العلاجات الأكثر قوة للسكري.
ورغم أن النتائج تشير إلى نهاية المسار في مجال ألزهايمر، يرى خبراء مثل بيترسن أن الدواء قد يُظهر فاعلية في حالات أخرى مثل ضعف الإدراك البسيط أو الخرف متعدد الأسباب. كما قال إيفان كويتشيف من كلية إمبريال كوليدج لندن إن البيانات الوبائية لطالما أشارت إلى إمكانية أن يقلل السيماغلوتايد من خطر الإصابة بالخرف.
وأضاف أن العرض الذي قدمته نوفو يبعث على الطمأنينة بشأن أمان استخدام السيماغلوتايد لدى كبار السن الهشّين، خصوصًا مع المخاوف السابقة المتعلقة بفقدان الوزن والكتلة العضلية لدى هذه الفئة.
