ماكرون في الصين لتعزيز التعاون وتجاوز الخلافات مع بكين

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، حيث التقى نظيره الصيني شي جينبينغ في قاعة الشعب الكبرى، مؤكداً ضرورة تجاوز الخلافات بين البلدين والعمل من أجل الصالح العام.

وفقاً لمصادر فرانس برس , قال ماكرون خلال الاجتماع: "في بعض الأحيان، تكون هناك اختلافات، لكن من مسؤوليتنا تجاوزها من أجل الصالح العام". من جانبه، دعا شي إلى إقامة علاقة "أكثر استقراراً" مع فرنسا، مؤكدًا استعداد الصين للعمل مع باريس لمنع أي تدخل وجعل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين أكثر قوة وثباتاً.

وشهدت مراسم الاستقبال التقليدية تواجد السيدة الأولى الصينية بينغ ليوان التي استقبلت ماكرون وزوجته بريجيت، حيث سلم الأطفال الزهور للرئيس الفرنسي، بينما عزفت الفرق الموسيقية النشيدين الوطنيين لكل من فرنسا والصين.

تأتي زيارة ماكرون في وقت يتركز فيه جدول أعماله على قضية أوكرانيا والدور المحتمل لبكين في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال الرئيس الفرنسي: "علينا مواصلة التحرك لدعم السلام والاستقرار في العالم، وفي أوكرانيا ومختلف مناطق العالم المتضررة من الحروب. إن قدرتنا على العمل معاً أمر حاسم". كما دعا إلى تعزيز الاستثمارات وإعادة التوازن في العلاقات التجارية، وحث الصين على التعاون مع دول مجموعة السبع لتعزيز الحوكمة الاقتصادية القائمة على القواعد.

ووفقاً لمصادر رويترز , تشمل الزيارة لقاءً مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في بكين، قبل التوجه إلى مدينة تشنغدو لاستقبال دببة الباندا التي أعيدت إلى فرنسا. وتسعى فرنسا من خلال هذه الزيارة للضغط على الصين للمساهمة في إنهاء الحرب الأوكرانية التي تدخل عامها الرابع، في ظل استمرار الصين بالدعوة إلى محادثات سلام دون إدانة مباشرة لغزو روسيا.

وفي الجانب التجاري، يبحث ماكرون مع الصين ملف العجز التجاري الأوروبي البالغ 357 مليار دولار، مؤكداً ضرورة زيادة استهلاك الصين وتقليص صادراتها، بينما يتعين على الأوروبيين زيادة إنتاجهم وتقليل الاعتماد على الواردات. وكان ماكرون قد دعا في وقت سابق الاتحاد الأوروبي إلى الحد من اعتماده على الصين ومنح الأفضلية للصناعات الأوروبية في قطاع التكنولوجيا.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة تشنغدو التي تتضمن لقاءات خاصة لدراسة التعاون البيئي والثقافي مع الصين تعتبر استثنائية في البروتوكول الصيني، وقد حظيت بإشادة ماكرون، فيما تعهدت السفارة الصينية بإرسال دببة جديدة لتعويض الرحيل المؤقت للثنائي الشهير.