حسابات ترامب للأطفال تجذب ملايين الأُسر وسط تحذيرات من قيود ضريبية وإستثمارية

مع إعلان المليارديرين مايكل وسوزان ديل عن تبرعهم بمبلغ 6.25 مليار دولار لدعم برنامج "حسابات ترامب" للأطفال، يحذر مستشارون ماليون من ضرورة دراسة العواقب الضريبية وحدود الإستثمار قبل التخلي عن خيارات إدّخار أخرى، وفق ما نقلته بلومبيرغ اليوم الخميس.
وتنص المبادرة، التي أُنشئت كجزء من قانون الرئيس دونالد ترامب “One Big Beautiful Bill Act”، على أن الحكومة ستقوم تلقائيًا بإيداع 1,000 دولار في حساب لكل طفل يولد بين 2025 و2028. وستذهب مساهمة آل ديل إلى وزارة الخزانة لتمويل حسابات إضافية لحوالي 25 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين الولادة والـ 10 سنوات، الذين لم يكونوا مؤهلين للتمويل الحكومي الأولي، بحسب بلومبيرغ.
ويشكل هذا البرنامج خيارًا إضافيًا للآباء الراغبين في الإدخار لمستقبل أطفالهم، لكن المستشارين يحذرون من أن الحسابات تأتي مع قيود على الإستثمارات ومزايا ضريبية محدودة مقارنة بخطط 529 أو الحسابات الإستثمارية الوصائية أو Roth IRA، حسبما أوضحت كاثرين فالغا، مالكة شركة التخطيط المالي Green Bee Advisory في بوسطن، لبلومبيرغ. وقالت: "لدينا بالفعل وسائل إدخار أسهل للوصول وأكثر مرونة للإستثمار، وإذا لم تُستخدم للتعليم الجامعي يمكن سحبها لمساهمات Roth IRA".
ويستفيد الأطفال المولودون بين 2025 و2028 من تمويل تلقائي من وزارة الخزانة الأميركية، ما يوفر لهم أموالًا مجانية تُستثمر في صناديق مؤشرات الأسهم الأميركية منخفضة التكلفة وتبقى مقفلة حتى يبلغ الطفل 18 عامًا. وبعد ذلك، تتحول الحسابات عمليًا إلى حسابات تقاعد فردية يمكن إستخدامها بدون غرامة لتغطية بعض النفقات مثل التعليم العالي أو شراء أول منزل.
وإعتبارًا من 4 تموز/يوليو، يمكن لأي والد إنشاء حساب لطفله والمساهمة بما يصل إلى 5,000 دولار سنويًا، ويمكن لأصحاب العمل المساهمة بما يصل إلى 2,500 دولار سنويًا دون التأثير على الدخل الخاضع للضريبة للموظف. وتُعتبر الهبات الإضافية من المانحين مثل آل ديل غير خاضعة للحد الأقصى، بحسب بلومبيرغ.
ويشير المستشارون إلى أن المبالغ الصغيرة في الحسابات الإستثمارية قد تنمو بشكل كبير بفضل الفائدة المركبة. على سبيل المثال، حساب إبتدأ بـ 1,000 دولار قد يصل بعد الـ 18 عامًا إلى أكثر من 3,380 دولارًا بإفتراض أن عائد السوق يبلغ حوالي 7% سنويًا معدلًا للتضخم، وإذا تُرك في السوق لمدة 65 عامًا دون مساهمات إضافية، قد يصل إلى أكثر من 81,000 دولار، وفق بلومبيرغ.
أما عن أكبر سلبيات الحسابات فهي المزايا الضريبية المحدودة مقارنة بخطط 529. ففي خطة 529، تكون السحوبات معفاة من الضرائب للنفقات التعليمية المؤهلة، وغالبًا ما تكون المساهمات مؤهلة لخصم ضريبة الدخل على مستوى الولاية، بحسب بلومبيرغ.
في المقابل، لم توضح وزارة الخزانة الأميركية بعد كيفية عمل الحسابات ضريبيًا بالتفصيل. وبموجب القانون، لن يدفع المستفيدون ضرائب على المساهمات بعد خصم الضرائب مثل تلك التي يقدمها الوالدان أو الأقارب، لكن أي أرباح أو مساهمات معفاة من الضرائب من الحكومة أو المانحين أو أصحاب العمل ستُفرض عليها ضريبة الدخل العادي عند السحب. كما سيواجه المستفيدون غرامة سحب بنسبة 10% إذا إستخدمت الأموال لنفقات غير مؤهلة، فيما تشمل النفقات المؤهلة التعليم العالي، شراء أول منزل، وتكاليف الولادة أو التبني ضمن حدود معينة.
ويُعد الحد الأقصى للمساهمات قيودًا أخرى محتملة؛ فبينما تسمح حسابات ترامب بمساهمة 5,000 دولار سنويًا فقط، تتيح خطط 529 حدودًا أعلى بكثير تصل إلى 19,000 دولار للفرد و38,000 دولار للأزواج في 2025 دون فرض ضرائب الهدايا الفيدرالية. ولمن يرغب في المساهمة، يسمح مكتب الضرائب الأميركي بخطة "سوبرفاند" لمدة خمس سنوات تصل إلى 95,000 دولار، وفق بلومبيرغ.
ويشير إليوت بيبر، مخطط مالي ومدير الضرائب في Northbrook Financial في بالتيمور، إلى أن حسابات ترامب مقيدة أيضًا بالإستثمار في صناديق مؤشرات الأسهم الأميركية فقط. بينما أظهرت هذه المؤشرات أداءً ممتازًا في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يوجد ضمان لإستمرار تفوقها على الأسواق الأجنبية، على عكس خطط 529 أو الحسابات الإستثمارية الوصائية التي توفر تنويعًا أكبر عبر أصول متعددة، بحسب بلومبيرغ.
