Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

اليوان الصيني يحقق أفضل أداء منذ 2020

صورة تجمع اليوان الصيني مع علم الصين (ai)

يتجه اليوان الصيني إلى تسجيل أفضل عام له منذ 2020، مدعومًا بتفاؤل متصاعد بشأن الإقتصاد الصيني وأصوله، في وقت تتراجع فيه المخاوف من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وفق ما نقلته بلومبيرغ اليوم الثلاثاء.

وأظهرت بيانات بلومبيرغ أن اليوان الخارجي إرتفع بنحو 4% مقابل الدولار خلال 2025، مع دعم السلطات الصينية للعملة عبر أسعار الفتح اليومية، وإستقطاب الأسهم الصينية لتدفقات جديدة، إلى جانب ضعف الدولار الأميركي. ويظل المحللون متفائلين لعام 2026، بعدما رفعت مجموعة غولدمان ساكس توقعاتها لسعر الصرف الشهر الماضي.

ويأتي أداء اليوان في 2025 على النقيض مما حدث خلال الجولة الأولى من التوترات التجارية في 2018. فآنذاك، تراجعت العملة بأكثر من 13% بين آذار/مارس 2018 وأيلول/سبتمبر 2019، وسط تكهنات بأن بكين قد تضطر لإضعاف اليوان لدعم النمو، بحسب بلومبيرغ.

وقال وي خون تشونغ، كبير إستراتيجيي الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك بي إن واي بهونغ كونغ، إن اليوان لديه مجال لمزيد من المكاسب، متوقعًا أن يتحرك سعر الدولار-يوان نحو مستوى 7 يوانات للدولار في مرحلة ما من 2026. وأضاف أن اليوان القوي والمستقر عنصر أساسي لتعزيز ثقة السوق والمستثمرين.

ورغم المكاسب، تعرض اليوان لتذبذبات ملحوظة هذا العام. فقد تراجع خلال فوضى الرسوم الجمركية التي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نيسان/أبريل، ثم إستقر عند مستويات ضعيفة في منتصف العام نتيجة تباطؤ الإقتصاد، قبل أن يعاود الإرتفاع إعتبارًا من آب/أغسطس مع تحسن شهية المخاطرة عالميًا، وفق بلومبيرغ.

وساهم هبوط الدولار في دعم العملة الصينية، إذ إنخفض مؤشر بلومبيرغ للدولار بنحو 7% خلال العام وسط مخاوف من عدم اليقين بشأن السياسات الأميركية وإتساع العجز المالي.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن بكين تُطبّق هذه المرة نهجًا مختلفًا عن إستراتيجيتها خلال إدارة ترامب الأولى. ففي 2018-2019 كانت الصين تعتمد بشكل كبير على المستهلك الأميركي، بينما توسعت اليوم في أسواق الجنوب العالمي وعززت هيمنتها في سلاسل التوريد الحيوية مثل المعادن النادرة.

وقالت لين لي، رئيسة أبحاث الأسواق العالمية في بنك MUFG في هونغ كونغ، لـ بلومبيرغ أن خفض الفيدرالي الأميركي للفائدة سيضغط على الدولار ويدعم اليوان وبقية عملات آسيا خلال 2026، متوقعة أن ينهي اليوان العام المقبل عند مستوى 6.95 للدولار.

ورفعت غولدمان ساكس توقعاتها للعملة الشهر الماضي، مستندة إلى التفاؤل بشأن الصادرات الصينية وفائض الحساب الجاري، ورجحت إرتفاع اليوان المحلي إلى 6.95 خلال ثلاثة أشهر، وإلى 6.85 خلال عام.

ووفق بلومبيرغ، إعتبرت مجموعة ANZ أن بيع الدولار مقابل اليوان يعد من أفضل صفقات 2026، متوقعة زيادة تحويل الشركات الصينية لإيراداتها الدولارية إلى اليوان قبيل عطلة رأس السنة القمرية.

وذكر مسؤولان سابقان في وزارة الخزانة الأميركية، براد سيتسر ومارك سوبل، في مقال نقلته بلومبيرغ، أنه حان الوقت لتعزيز حاد لقيمة اليوان مقابل الدولار وعلى أساس معدل بالتجارة، مؤكدين أن العملة “منخفضة القيمة” بنحو 18% مقارنة بقيمتها العادلة.

وكتب ستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة Eurizon SLJ Capital، في مذكرة الشهر الماضي أن الصين ستواجه حاجة متزايدة للسماح بمزيد من إرتفاع اليوان خلال العام المقبل، مع تزايد الضغوط الدافعة لصعوده.

وتُظهر بيانات بنك التسويات الدولية التي نقلتها بلومبيرغ أن سعر الصرف الفعلي الحقيقي لليوان قريب من أدنى مستوياته منذ 2011، ما يعزز حجج المحللين الذين يرون أن العملة مقومة بأقل من قيمتها.

لكن بلومبيرغ تشير إلى أن إرتفاع اليوان السريع قد يحمل مخاطر، بينها تراجع تنافسية الصادرات الصينية وإحتمال تدفق الأموال الساخنة التي قد تؤدي إلى فقاعات أصول وتهديدات للإستقرار المالي.

وأفادت بلومبيرغ بأن بنك الشعب الصيني يبدو عازمًا على إبطاء وتيرة صعود اليوان، إذ حدد يوم الثلاثاء سعر الفتح اليومي عند مستوى أضعف من توقعات المحللين، بعد خطوة مماثلة الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ تموز/يوليو.

ورغم ذلك، يتوقع كثيرون في السوق استمرار صعود اليوان.

وقال تشي لو، إستراتيجي الأسواق العالمية لدى بي إن بي باريبا لإدارة الأصول في هونغ كونغ، لـ بلومبيرغ: “إذا سارت مفاوضات التجارة بسلاسة، قد يرتفع اليوان إلى مستوى 7 بنهاية العام، ثم إلى نطاق بين 6.5 و6.8 العام المقبل". وأضاف: "وإذا إقتنع المستثمرون الأجانب بأن الصين تستعيد زخمها، فقد تعود رؤوس الأموال التي خرجت قبل ثلاث سنوات".