الاقتصاد العالمي يصمد أمام الرسوم الأميركية بدعم من استثمارات الذكاء الاصطناعي

قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يوم الثلاثاء إن الاقتصاد العالمي يُظهر صموداً أقوى من المتوقع في مواجهة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مدعوماً باستثمارات متسارعة في الذكاء الاصطناعي وسياسات مالية ونقدية داعمة نقلا عن وكالة بلومبيرغ.

ورفعت المنظمة، ومقرّها باريس، توقعاتها للنمو في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو لعامَي 2024 و2025، وأجرت تعديلات صعودية طفيفة لتقديرات اقتصادات كبرى أخرى. ومع ذلك، أبقت على توقعاتها بأن يتباطأ النمو العالمي إلى 2.9% في 2026 من 3.2% في 2025، مع بدء ظهور التأثير الكامل للرسوم الجمركية على التجارة.

وقال الأمين العام للمنظمة ماتياس كورمان إن “الاقتصاد العالمي كان صامداً هذا العام رغم المخاوف من تباطؤ أشد بفعل ارتفاع الحواجز التجارية وتزايد حالة عدم اليقين”، محذّراً من أن نمو التجارة العالمية تباطأ في الربع الثاني، وأن الرسوم المرتفعة ستقود تدريجياً إلى زيادة الأسعار، ما يضغط على الاستهلاك الأسري واستثمارات الشركات.

وتجد المؤسسات الدولية صعوبة في توقع تداعيات تغييرات ترامب على قواعد التجارة العالمية. ففي يونيو توقعت المنظمة تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي إلى 1.6%، قبل أن ترفعه إلى 1.8% في سبتمبر، ثم إلى 2% في أحدث تقديراتها.

وأشارت المنظمة إلى أن الطفرة في استثمارات الذكاء الاصطناعي وبناء مراكز البيانات خصوصاً في الولايات المتحدة تؤثر بشكل متزايد على التوقعات الاقتصادية، إذ يدعم ازدهار القطاع التكنولوجي تدفقات التجارة العالمية، بينما يفوق نمو الإنتاج في التكنولوجيا باقي القطاعات الصناعية.

وقالت المنظمة إنه لولا هذه الطفرة، لكان الاقتصاد الأميركي انكمش بنسبة 0.1% في النصف الأول من العام، وسط تباطؤ في نمو الاستهلاك الأسري وتراجع مشتريات الحكومة.

وقال لويز دي ميلو، مدير الدراسات القطرية في المنظمة، إن مشتريات الشركات للمعدات المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة رفعت النشاط الاقتصادي وعوّضت بعض التأثيرات السلبية الناجمة عن عدم اليقين والسياسات التجارية.