أسعار لقاحات الإنفلونزا المنخفضة في الصين تضغط على أرباح الشركات المصنعة

تشهد صناعة اللقاحات في الصين تراجعاً حاداً، إذ دفعت المنافسة الشديدة الأسعار للانخفاض ما أثر بشكل مباشر على أرباح الشركات، في مؤشر على حجم الضغوط الانكماشية التي يواجهها ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وسجلت أكبر شركتين للّقاحات في البلاد Chongqing Zhifei Biological Products وBeijing Wantai Biological Pharmacy Enterprise أول خسائر خلال الأشهر التسعة الأولى منذ إدراجهما في البورصة في 2010 و2021 على التوالي، بينما شهدت شركات أخرى أضعف نتائج فصلية منذ سنوات مع تراجع الأرباح بنسبة 36% أو أكثر.
وفقاً لمصادر بلومبيرغ اليوم , انهارت الأسعار إلى حد اللجوء لعروض ترويجية مثل "اشترِ واحدة واحصل على أخرى مجاناً"، فيما حصلت إحدى الشركات في مناقصة شراء على مستوى مدينة بكين على عقد لتوريد 630 ألف لقاح إنفلونزا بسعر 5.5 يوان (0.78 دولار) للجرعة، مقارنة بأسعار كانت تصل إلى نحو 150 يوان في السابق.
وبعد الانتعاش الكبير الذي شهدته صناعة اللقاحات الصينية خلال جائحة كوفيد-19، تواجه الشركات اليوم انخفاضاً في الطلب وزيادة في المعروض، ما أدى إلى منافسات شديدة بين الشركات المحلية، مماثلة لما شهدته صناعات أخرى مثل الألواح الشمسية والسلع الاستهلاكية. وقد خيّبت البدائل المحلية الآمال في تحقيق أرباح ضخمة، بعد سنوات من محاولة منافسة الشركات الغربية في اللقاحات الأساسية.
وصرحت بينغ تشاو، رئيسة أبحاث الأسهم في China Renaissance Securities: "معظم اللقاحات تعاني من فائض في الطاقة الإنتاجية. المعروض يفوق الطلب بشكل كبير."
كما تثير أسعار اللقاحات المنخفضة جدلاً واسعاً في الإعلام المحلي، حيث تناولت إحدى الصحف في تشرين الاول/أكتوبر الخبر بعنوان ساخر: "في موسم الإنفلونزا هذا… اللقاحات أرخص من مشروبات Mixue."
وبخلاف الأسواق الغربية التي تغطي التأمينات فيها تكلفة اللقاحات، غالباً ما يدفع المستهلكون في الصين ثمن التطعيمات من جيوبهم، ما يجعلها ضمن النفقات الاختيارية مثل الملابس والمشروبات.
في نفس السياق , ولتسويق منتجاتها، قدمت شركة Zhifei، الموزع لشركتي GSK وMerck، جرعة مجانية مقابل كل جرعة من لقاح الحزام الناري أو HPV يتم شراؤها، في خطوة لمنافسة البدائل المحلية الأرخص.
وفقا لبلومبيرغ , تسعى بعض الشركات إلى التوسع عبر التصدير، مستهدفة أسواق جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. وصدرت الصين لقاحات بشرية بقيمة 212 مليون دولار في 2024، بزيادة 42% عن العام السابق، وفق بيانات غرفة التجارة الصينية لمستوردي ومصدري الأدوية، لكنها لا تزال متواضعة مقارنة بكبار المصدرين عالمياً.
وفي الوقت نفسه، تتجه شركات أخرى نحو الابتكار. فقد نجحت CanSino Biologics في تحقيق أرباح طفيفة هذا العام بعد سنوات من الخسائر، مستفيدة من لقاح التهاب السحايا الذي لا منافس له في الصين. وقد حافظ اللقاح على سعره منذ طرحه عام 2022، وأرسلت الشركة أول شحنة منه مؤخراً إلى إندونيسيا بعد تسجيله هناك.
