السعودية تعود إلى طوكيو بقوة… استثمارات قياسية تعيد رسم خريطة النفوذ الاقتصادي في آسيا

السعودية (الإنترنت)
تتجه المملكة العربية السعودية إلى توسيع حضورها الاستثماري في اليابان بشكل لافت، مع خطط لرفع حجم استثمارات صندوق الاستثمارات العامة إلى نحو 27 مليار دولار بحلول عام 2030، وفق ما نقلته وكالة بلومبيرغ خلال تغطيتها لقمّة FII Priority Asia المنعقدة في طوكيو.
وقال محافظ الصندوق ياسر الرميان خلال القمّة، بحسب بلومبيرغ، إن الصندوق ضَخّ ما يقارب 11.5 مليار دولار في اليابان بين عامَي 2019 و2024، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيعاً إضافياً في الاستثمارات عبر الأسواق العامة والخاصة، مع الإشارة إلى أن الصناديق المتداولة الجديدة بين السعودية واليابان “ستذهب أبعد” في تعميق الترابط المالي بين البلدين.
وأضاف الرميان أن آسيا تمثل محوراً استراتيجياً للصندوق، قائلاً إن الرياض تسعى إلى تعزيز العلاقات، وتحسين سلاسل التوريد، واستعادة الدور التاريخي لليابان كشريك رئيسي للمملكة. وتشير أرقام بلومبيرغ إلى أن اليابان تُعد اليوم ثالث أكبر شريك تجاري للسعودية.
وبحسب تصريحات الرميان التي نقلتها بلومبيرغ، يتوقع الصندوق أن تساهم استثماراته في اليابان بما يصل إلى 16.6 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي السعودي، مع السعي في المقابل إلى جذب المزيد من الاستثمارات اليابانية إلى قطاعات سعودية حيوية، أبرزها السياحة والسفر.
وتندرج هذه التوجهات ضمن الاستراتيجية الاستثمارية الجديدة للصندوق للفترة 2026 – 2030، والتي تبلغ قيمة أصوله نحو تريليون دولار. وقد وافق مجلس إدارة الصندوق على الخطوط العريضة للاستراتيجية، التي ستتم مناقشة تفاصيلها خلال قمة مرتقبة على شاطئ البحر الأحمر، وفق ما ذكرته بلومبيرغ.
وتؤكّد التصريحات أن اليابان ستبقى محوراً رئيسياً في توسّع الصندوق العالمي، حيث يستهدف الصندوق رفع حجم استثماراته السنوية إلى 70 مليار دولار بعد أن بلغت 57 مليار دولار في 2024، وفق بيانات بلومبيرغ.
ويأتي التوجه السعودي نحو آسيا في إطار دعم رؤية 2030 وتنويع الشراكات الدولية. وقد أشارت بلومبيرغ إلى أن التركيز الأكبر في السنوات الأخيرة كان على تطوير القطاع المالي عبر إطلاق عدة صناديق متداولة في الصين وهونغ كونغ واليابان لتعزيز حضور الأصول السعودية. كما برزت المصارف الآسيوية كجهات تمويل رئيسية للمشاريع السعودية.
وفي قطاع الطاقة، تعمل الرياض وطوكيو على تطوير سوق الأمونيا الزرقاء، فيما تتوسع الشراكة الثقافية والترفيهية من خلال مشاريع بارزة مثل إنشاء متنزهات “دراغون بول” ووجهات مستوحاة من الأنمي ضمن مشروع قديّة العملاق بالقرب من الرياض، كما أشارت بلومبيرغ.
وقد شكّل مؤتمر FII الذي انعقد في طوكيو بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر و1 كانون الأول/ديسمبر ثاني حضور للفعالية في آسيا، ما يعكس دينامية التعاون السعودي-الياباني في المرحلة المقبلة.
