ستارمر يعلن خطة جديدة لتقليص مزايا الرعاية الإجتماعية وسط جدل الميزانية

رئيس الوزراء البريطاني صورة لـ كير ستارمر (الوكالة الوطنية للإعلام)
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه سيقوم بدفع جديد لتقليص الإنفاق على الرعاية الإجتماعية في المملكة المتحدة، في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء رئاسته المتعثرة وتسويق ميزانية تعرضت لإنتقادات واسعة من الناخبين، وفق ما أوردت بلومبيرغ.
ويخطط ستارمر لإلقاء خطاب يدافع فيه عن خيارات وزيرة المالية راشيل ريفز في حزمة الضرائب البالغة قيمتها 26 مليار جنيه إسترليني، أي حوالي 33.1 مليار دولار ويحدد أولوياته للسنوات المقبلة. ومن المقرر أن يؤكد ستارمر أن الميزانية خففت ضغوط تكاليف المعيشة وضمنت الإستقرار الإقتصادي، كما سيَعِد بخفض فاتورة المزايا الإجتماعية المتزايدة في بريطانيا، والتي إرتفعت أكثر بعد قرار رفع سقف مزايا الطفلين، وفق مقتطفات سابقة من 10 داونينغ ستريت ذكرتها بلومبيرغ.
ويواجه ستارمر وريفز ضغوطًا لإحياء إدارة حزب العمال المتعثرة، التي تتخلف في إستطلاعات الرأي منذ أشهر خلف حزب ريفورم يو كيه الشعبوي بقيادة نايجل فاراج، مما أثار تساؤلات حول قيادة ستارمر وقدرته على قلب الوضع السياسي. ويبدو أن ميزانية ريفز جعلت المهمة أصعب، حيث أظهر إستطلاع أولي لشركة يوجوف أنها حصلت على ثاني أسوأ تقييم لحزمة مالية منذ بدء تتبع آراء الجمهور في 2010، بحسب بلومبيرغ.
وكانت إحدى الإنتقادات الرئيسية أن الميزانية رفعت الإنفاق على الرعاية الإجتماعية بينما زادت الرسوم على العمال من خلال تجميد حدود الضريبة على الدخل، رغم وعد حزب العمال الإنتخابي بعدم زيادة الضرائب على العاملين. ووصف الحزب المحافظ المعارض الميزانية بأنها مخصصة لـ"شارع المزايا".
ومن المتوقع أن يقول ستارمر: “علينا مواجهة الواقع بأن نظام الرعاية الإجتماعية لدينا يحاصر الناس، ليس فقط في الفقر، بل خارج العمل أيضًا. نحن بحاجة إلى إزالة الحوافز التي تعيق إمكانات شبابنا”، وفق بلومبيرغ.
وقد زادت الميزانية الحكومية الإنفاق على الرعاية الإجتماعية بمقدار 16 مليار جنيه إسترليني أي نحو 21.8 مليار دولار بحلول 2030 مقارنة بالبيان الإقتصادي الأخير لريفز في آذار/مارس، بما في ذلك 3.1 مليار جنيه (4.10 مليار دولار أميركي) لإلغاء سقف مزايا الطفلين و5.7 مليار جنيه (7.55 مليار دولار أميركي)لتغطية التراجع الحكومي عن خفض مدفوعات الوقود الشتوي للمتقاعدين وتقليص مزايا الإعاقة، بحسب بلومبيرغ.
ويتوقع أن يبلغ إجمالي الإنفاق على الرعاية الإجتماعية 333 أي حوالي 440.89 مليار دولار أميركي مليار جنيه هذا العام، أي 10.9% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة، ويرتفع إلى 406 مليارات جنيه، ما يقارب 537.34 مليار دولار أميركي بحلول 2030، أو 11.2% من الناتج المحلي الإجمالي، وفق تحليل مكتب المسؤولية عن الميزانية بعد الميزانية الذي أوردته بلومبيرغ.
ويُعزى فشل ستارمر في خفض الإنفاق على الرعاية الإجتماعية في وقت سابق هذا العام حيث تراجع عن خططه بسبب تمرد من نواب حزب العمال إلى عجز في المالية العامة، وهو أحد الأسباب التي دفعت ريفز إلى رفع الضرائب في ميزانيتها، حسب بلومبيرغ. ولم تقدم تصريحات 10 داونينغ ستريت قبل خطاب ستارمر يوم الاثنين تفاصيل إضافية حول كيفية إصلاح الرعاية الإجتماعية.
ويأمل ستارمر أيضًا في تجاوز بعض الجدل حول ميزانية ريفز، التي اتهمت فيها بأنها ضللت الناخبين بشأن حالة المالية العامة قبل طرح حزمة 26 تشرين الثاني/نوفمبر. ونفت ريفز هذه الإتهامات في مقابلات إعلامية يوم الأحد، قائلة أن توقعات مكتب المسؤولية عن الميزانية أظهرت تدهور وضعها الإقتصادي منذ آذار/مارس، وأنها بحاجة إلى حزمة رفع الضرائب لتعزيز إحتياطياتها وفق قواعد المالية العامة، وفق بلومبيرغ.
سعر صرف 1 جنيه إسترليني = 1.324 دولار أميركي
