إنفيديا تضخ 2 مليار دولار في سينوبسيس لتعزيز سباق رقاقات الذكاء الاصطناعي

استثمرت شركة إنفيديا (Nvidia) مبلغ 2 مليار دولار في شركة سينوبسيس (Synopsys) المتخصصة في برمجيات تصميم الرقاقات، وذلك ضمن شراكة هندسية وتصميمية أوسع تهدف إلى دمج تقنيات الحوسبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي تطورها إنفيديا في مزيد من الصناعات، وفق ما ذكرته بلومبيرغ اليوم الإثنين.
وبحسب بيان مشترك، اشترت إنفيديا الأسهم بسعر 414.79 دولار للسهم الواحد، وهو ما يمثل 2.6% من إجمالي الأسهم المتداولة لشركة سينوبسيس.
وتُعد سينوبسيس، ومقرّها كاليفورنيا، واحدة من أكبر الشركات المزودة للبرمجيات والخدمات المستخدمة في تصميم المكوّنات الإلكترونية. وتساعد في تطوير البُنى المعقدة التي تضم مليارات الترانزستورات والوصلات داخل الشرائح، إضافةً إلى التأكد من سلامة أداء الأجهزة قبل مرحلة الإنتاج. ويُستخدم هذا النوع من التصميم في صناعة الرقاقات اللازمة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومنها تلك التي تنتجها إنفيديا نفسها.
وتتضمن الشراكة الجديدة دمج أدوات إنفيديا داخل تطبيقات تصميم الرقاقات التابعة لسينوبسيس، بالإضافة إلى نشر وكلاء ذكاء اصطناعي والتعاون في حملات تسويق مشتركة.
وارتفعت أسهم سينوبسيس في نيويورك بنسبة وصلت إلى 6.9% يوم الإثنين قبل تقليص بعض مكاسبها، علماً أن السهم كان منخفضاً 14% منذ بداية العام حتى نهاية الأسبوع الماضي. كما ارتفع سهم إنفيديا بما يصل إلى 1.7% خلال تداولات الإثنين.
وقد جعل طفرة الذكاء الاصطناعي شركة إنفيديا الشركة الأكثر قيمة في العالم، ما دفعها للاستثمار في شركات عدة، بينها OpenAI، وشركة تشغيل مراكز البيانات CoreWeave، كما وافقت على استثمار 5 مليارات دولار في شركة إنتل رغم كونها منافساً محتملاً ضمن شراكة لتطوير رقاقات للحواسيب ومراكز البيانات.
غير أن هذه الاستثمارات المتشابكة أثارت مخاوف من صفقات دائرية ترفع تقييمات شركات معينة وتضخ أموالاً في جيوب عملاء يعودون لاحقاً لشراء رقاقات إنفيديا، ما غذّى القلق من فقاعة ذكاء اصطناعي أوسع.
ووفقًا لبلومبيرغ كانت OpenAI الشركة المطوّرة لـChatGPT في قلب العديد من هذه الصفقات. وقد أعلنت الإثنين عن استحواذها على حصة في شركة Thrive Holdings، وهي مركبة استثمارية أنشأتها شركة Thrive Capital، أحد أكبر مستثمري OpenAI.
هذا التداخل زاد المخاوف من أن الشبكة المعقدة من الاستثمارات المتبادلة قد تهدد استقرار قطاع الذكاء الاصطناعي.
ومع أن صفقة إنفيديا سينوبسيس تُعد جزءاً من هذا الترابط المتزايد، إلا أنها ليست صفقة دائرية. فقد أوضح الرئيس التنفيذي لنفيديا جن سن هوانغ خلال نقاش عبر الإنترنت أن الشراكة ليست حصرية، ما يعني أن عملاء سينوبسيس من صناع الرقاقات الآخرين سيتمكنون من الاستفادة منها. كما أكد أن الصفقة لا تتضمن أي اتفاق يُلزم سينوبسيس بشراء رقاقات إنفيديا.
ووصف هوانغ هذه الخطوة بأنها "ترقية تكنولوجية"، مشيراً إلى أن صناعة التصميم الآلي لا تزال تعتمد على عدد كبير من الحواسيب القديمة المبنية على معالجات عامة. ويرى أن تعزيز التعاون مع سينوبسيس سيسرّع تبني الذكاء الاصطناعي والحوسبة المسرّعة في هذا القطاع، إضافة إلى تسريع إدخال هذه التقنيات إلى أسواق جديدة.
ويرى محلل بلومبيرغ إنتليجنس، نيراج باتيل، أن تقنيات سينوبسيس تُستخدم من قبل طيف واسع من شركات الرقاقات والأنظمة، بينها ألفابت (Alphabet) وتسلا (Tesla). كما أن الاتفاق سيتيح لسينوبسيس استخدام رقاقات أكثر تقدماً ضمن أدوات التصميم والمحاكاة الخاصة بها في قطاعات السيارات والفضاء والصناعة والطاقة.
