Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

وول ستريت ترتفع بقوة رغم توقف التداولات...وبيتكوين تتجاوز 90 ألف دولار

مجموعة بورصة شيكاغو التجارية

مجموعة بورصة شيكاغو التجارية ( انترنت)

قدّمت وول ستريت هذا الأسبوع درساً واضحاً حول كلفة الحذر المبالغ فيه، إذ لم ينجح حتى انقطاع نادر في التداولات في كبح زخم الأسواق. فبحسب تقرير بلومبيرغ، جاءت الارتدادة قوية عبر مختلف فئات الأصول، بعد أسابيع اتسمت بالتقلب والقلق إزاء مبالغات التقييم في قطاع الذكاء الاصطناعي.

شهدت الأسهم والسندات والسلع والعملات المشفرة موجة صعود متزامنة، في واحدة من أوسع موجات “everything rally” خلال عام 2025، رغم أن ذلك تزامن مع أسبوع عيد الشكر المعروف عادة بضعف السيولة. وتشير بلومبيرغ إلى أن المستثمرين وجهوا رسالة واضحة: المزاج يميل مجدداً نحو المخاطرة، فيما تلاشت المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي بعد إطلاق Alphabet لنموذجها الجديد، مما أعاد الثقة بالدورة الابتكارية في وادي السيليكون.

وفي سوق العملات المشفرة — “مقياس نبض المستثمرين الأفراد” كما تصفه بلومبيرغ — ارتفع بيتكوين بأكثر من 7% من أدنى مستوياته في تشرين الثاني/نوفمبر، في حين سجلت الأسهم الأكثر تعرضاً للمراكز المدينة مكاسب لافتة. كما تراجع مستوى التقلب في معظم تداولات المضاربة، من الميم ستوكس إلى السندات الرديئة، بينما قفز الذهب والفضة بدعم من رهان أقوى على خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في كانون الأول/ديسمبر.

ورغم توقف التداولات في مجموعة CME إثر عطل في نظام التبريد بأحد مراكز البيانات — وهو انقطاع وصفته بلومبيرغ بأنه أطول من حادثة مشابهة عام 2019 — فإن الزخم لم يتأثر، حيث استوعبت منصات بديلة جزءاً من الصدمة. وقد أعاد الحادث تذكير الأسواق بمدى اعتمادها على نقاط تقنية حساسة يمكن أن تشكّل “عنق زجاجة” للبنية المالية الحديثة.

المكاسب جاءت واسعة: فقد ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 3.7% في أفضل أسابيعه خلال ستة أشهر، مع قفزة سهم Alphabet بنسبة 7%. وفي الوقت نفسه، انخفض العائد على السندات الأميركية لأجل عامين إلى 3.5%، فيما تجاوز بيتكوين مستوى 90 ألف دولار بعد تراجعه الأخير. كما أفادت بلومبيرغ بأن مؤشرها للسلع ارتفع بأكثر من 2% خلال الأسبوع، مدفوعاً باستمرار الطلب على المعادن الثمينة.

وترى بلومبيرغ أن مشاهد هذا الأسبوع تكرّر نمطاً مألوفاً في الأسواق: موجات الاضطراب الأخيرة تُستغل بسرعة من قبل المستثمرين “الصامدين”، الذين يراهنون على أن السيولة العالمية والطلب على الأصول الأميركية يظلان أقوى من مخاوف التقييم أو البيانات الاقتصادية المتراجعة.

وتشير البيانات إلى أن الأموال لم تتوقف عن التدفق نحو الأصول المحفوفة بالمخاطر: إذ يتجه صندوق Vanguard S&P 500 ETF لتسجيل عام قياسي جديد من التدفقات بـ125 مليار دولار، بينما حقّقت سندات الخزانة مكاسب تقارب 7% منذ بداية العام — وهي أفضل نتيجة منذ 2020. كما عادت السندات عالية العائد لتحقيق مكاسب أسبوعية مع تحسن المعنويات.

وبحسب بلومبيرغ، فقد سجلت السلة التي تتابع أكثر الأسهم تعرّضاً للبيع على المكشوف — والتي يقيسها بنك Goldman Sachs — ارتفاعاً قدره 28% هذا العام، في حين هوت صناديق عكس السوق المرفوعة بثلاثة أضعاف بنسبة 84%. وبينما انخفضت مؤشرات التقلب في السندات الاستثمارية والرديئة الجودة، يؤكد المحللون أن أي هبوط مستدام في أسواق الأسهم يحتاج إلى “مجموعة روايات سلبية متزامنة”.

وتضيف بلومبيرغ أن هذا التفاؤل تغذيه توقعات قوية بأن “الحمائم” يكتسبون نفوذاً داخل الاحتياطي الفيدرالي. ويبرز في هذا السياق صعود المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض كيفن هاسيت كمرشح بارز لرئاسة الفيدرالي المقبلة، إلى جانب تأكيد عضو المجلس ستيفن ميران مجدداً أن الاقتصاد الأمريكي بحاجة إلى خفض كبير للفائدة، وهو ما عزز رهانات خفض الفائدة في ديسمبر، خاصة مع البيانات التي تُظهر تباطؤاً في سوق العمل.