ترامب يعلن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا وسط مخاوف من هجمات محتملة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن على شركات الطيران اعتبار المجال الجوي فوق وحول فنزويلا مغلقًا بالكامل، في وقت تواصل فيه إدارته تهديد الحكومة الفنزويلية بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو باتخاذ خطوات أكثر حدة. هذه التصريحات تأتي وسط حشد القوات الأميركية في المنطقة، مع دراسة الرئيس ترامب لخيارات عسكرية قد تتجاوز الضربات الأميركية السابقة على الزوارق التي تقول واشنطن إنها تنقل المخدرات إلى الولايات المتحدة.
في الأيام الأخيرة، ألمح ترامب إلى احتمال تنفيذ عمليات أميركية على الأراضي الفنزويلية، لكنه لم يحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبدأ الضربات فعليًا أو متى ستنفذها. ويعتقد محللون أن إعلان ترامب الغامض حول المجال الجوي الفنزويلي قد يكون وسيلة للضغط في أي مفاوضات مستقبلية مع مادورو، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، أو تمهيدًا لتوسيع نطاق العمليات العسكرية في المنطقة، والتي اقتصرت حتى الآن على استهداف الزوارق المشبوهة قانونيًا، ما أثار قلق الحلفاء.
ودعا ترامب في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي جميع شركات الطيران والطيارين وناقلّي المخدرات والمهربين إلى اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها مغلقًا بالكامل، مؤكدًا أن هذا الإجراء يشمل جميع الرحلات الجوية دون استثناء.
وفي وقت لاحق، لم ترد البيت الأبيض على طلب توضيح إضافي بشأن الإجراءات العملية أو طبيعة العقوبات التي قد تترتب على مخالفة هذا الإغلاق.
من جانب آخر، دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مواطنيه إلى الاستعداد للدفاع عن وطنهم و”تقديم حياتهم إذا لزم الأمر” ضد أي “هجمات إمبريالية”، بحسب تصريحاته الأخيرة. ومع ذلك، استمرت الحياة اليومية لمعظم الفنزويليين بشكل طبيعي، حيث شهدت العاصمة حركة نشطة استعدادًا لاحتفالات عيد الميلاد، وتدفق الناس إلى المتاجر للاستفادة من تخفيضات الجمعة السوداء، حسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ.
وتصاعدت الضغوط الأميركية على كاراكاس في الأشهر الأخيرة ضمن عملية لمكافحة المخدرات تستهدف شبكات تهريب المخدرات التي تقول الإدارة الأميركية إن نظام مادورو مسؤول عنها. وتأتي هذه الإجراءات ضمن استراتيجية واشنطن لمحاولة تقويض قدرة الحكومة الفنزويلية على التحكم في صفقات المخدرات والتأثير على الأسواق الإقليمية والدولية.
ويشير خبراء إلى أن قرار ترامب الأخير حول المجال الجوي يعكس مزيجًا من الضغط الدبلوماسي والاستعدادات العسكرية، ويأتي في ظل توتر متصاعد بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يضاعف من المخاطر على حركة الطيران المدني والتجارة الإقليمية، ويزيد من حالة عدم اليقين في المنطقة.
