حرب سياسية بـ150 مليون دولار على تنظيم الذكاء الاصطناعي قبل انتخابات 2026

يستعد المليارديرات وعمالقة التكنولوجيا ومناهضوهم لمعركة سياسية شرسة ومكلفة حول تنظيم الذكاء الاصطناعي مع اقتراب انتخابات منتصف 2026، حيث تتشكل "صناديق حرب" بملايين الدولارات لدعم هذا الصراع المتصاعد، وفق تقرير وول ستريت جورنال يوم الخميس.
المعارضون للتنظيم على مستوى الولايات يخشون من أن يؤدي تناثر القوانين إلى إبطاء التقدم الأميركي في سباق الذكاء الاصطناعي مع الصين، مؤكدين أن الحفاظ على الصدارة يتطلب إنفاق تريليونات الدولارات والبناء بسرعة خلال السنوات المقبلة.
وقد تعهد المتبرعون بالفعل بمبالغ تتجاوز 100 مليون دولار للجان العمل السياسي المشاركة، والتي ازدادت قوتها بفضل ثروة شركات وأفراد بارزين، من بينهم شركة Andreessen Horowitz ومؤسس مشارك لـ OpenAI غريغ بروكمان، إضافة إلى دعم سياسي من Meta Platforms.
وفي المقابل، أطلق مؤيدو القوانين الأكثر صرامة للذكاء الاصطناعي جهودهم الخاصة هذا الأسبوع، بهدف جمع 50 مليون دولار على الأقل لدعم المرشحين الذين يناصرون تشديد الضوابط.
ويبرز في هذا المشهد “Leading the Future”، وهو أكبر لجان العمل السياسي حتى الآن، معلناً أنه سيستخدم أكثر من 100 مليون دولار لإعادة تشكيل البيئة السياسية المرتبطة بسياسات الابتكار. ويتعهد بدعم مرشحي الحزبين ممن ينسجمون مع أولويات الصناعة، و"معارضة قوية" لمن يهددونها.
وقالت اللجنة إن Andreessen Horowitz قدّمت 25 مليون دولار هذا العام وستقدّم 25 مليوناً أخرى العام المقبل، وكذلك غريغ بروكمان وزوجته آنا. وتشمل قائمة الداعمين أيضاً المستثمرين جو لونزديل ورون كونواي وشركة Perplexity العاملة في الذكاء الاصطناعي.
وأكد بروكمان وزوجته في بيان أنهما لاحظا وجود “معسكرين متطرفين” في النقاش حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، وأن “كلاهما لا يبدو صائباً”، مضيفَين: “نحن نؤمن بمركزية الذكاء الاصطناعي أي تنظيم مدروس يهدف إلى إطلاق إمكاناته لتحسين جودة حياة كل إنسان (وكل حيوان).”
ويطالب الزوجان بإطار تنظيمي فيدرالي يدعم الابتكار ويحمي الأنظمة من سوء الاستخدام ويصون الخصوصية، مع تقليل الأعباء التنظيمية على معظم المطورين ونماذج المصدر المفتوح والاستخدامات الحالية للتكنولوجيا.
ويشير التقرير إلى أن الجدل حول ما إذا كان يجب على الحكومة الفيدرالية منع الولايات من وضع قوانينها الخاصة بالذكاء الاصطناعي لا ينقسم بوضوح على أسس حزبية؛ إذ إن إدارة ترامب رغم بحثها هذا التوجه تواجه اعتراضات من بعض الحلفاء الجمهوريين، بمن فيهم حكّام الولايت وممثلون عامون، وحتى ستيف بانون.
ومع عدم إصدار الكونغرس قانوناً شاملاً حتى الآن، بدأت ولايات عدة مناقشة أو تمرير تشريعات خاصة بها، مدفوعة بمخاوف من الحاجة إلى ضمانات أكبر. وتشمل بعض هذه القوانين سياسات مستوحاة من منظمات مرتبطة بحركة "الإيثار الفعّال"، التي أثارت انقساماً في سيليكون فالي بسبب تركيزها على السيناريوهات الأسوأ للذكاء الاصطناعي ويصفهم المؤيدون للتوسع بأنهم “المتشائمون” أو “الدوومرز”.
وفي مواجهة Leading the Future، ظهر هذا الأسبوع تحالف جديد باسم Public First، يهدف أيضاً لجمع 50 مليون دولار لدعم مرشحي الحزبين عبر لجنتين منفصلتين. ويقوده عضوان سابقان في الكونغرس: كريس ستيوارت الجمهوري وبراد كارسن الديمقراطي.
وقال كارسن إنه يأمل أن يصبح هذا التحالف “نقطة التقاء لمجتمع واسع” يريد وضع ضوابط للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن التنظيم يجب أن يشمل “جميع مستويات الحكومة”، مع دعم ضوابط التصدير إلى الصين.
وقد شهد عام 2025 تقديم أكثر من 1,000 مشروع قانون متعلّق بالذكاء الاصطناعي في الولايات الأميركية، بينها مشاريع في كاليفورنيا ونيويورك وكولورادو قد تشكّل سوابق وطنية.
وأقرّ حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم قانوناً تاريخياً يلزم شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى بنشر سياسات للسلامة واتباعها. وفي نيويورك تم تمرير قانون مشابه، لكنه قد يخضع لتعديلات بالتفاوض مع الحاكمة كاثي هوشول. أما كولورادو، فتعكف على قانون هو الأول من نوعه لحماية المستهلك من التمييز الخوارزمي. وفي ولايات يقودها الجمهوريون مثل فلوريدا، يجري بحث قوانين خاصة بهم.
وحددت Leading the Future أول أهدافها العلنية: وهو مرشح ديمقراطي من نيويورك كتب مشروع قانون الولاية المثير للجدل حول سلامة الذكاء الاصطناعي.
وقال عضو الجمعية التشريعية أليكس بورز وهو مهندس برمجيات عمل سابقاً في Palantir إن استهداف اللجنة له يؤكد أثر عمله:
“إنهم خائفون من شخص يعرف مجالهم فعلاً… هذا اعتراف منهم.”
وستركّز لجنة Leading the Future على السباقات التشريعية في نيويورك وكاليفورنيا وكولورادو وإلينوي وأوهايو.
وستدعم الجمهوريين عبر لجنة فرعية باسم American Mission، فيما ستدعم الديمقراطيين عبر Think Big.
وقال متحدث إن لونزديل سيشارك حصراً في دعم المرشحين الجمهوريين.
وأطلقت الذراع الدعائية للمجموعة، المسماة Build American AI، حملة بقيمة 10 ملايين دولار هذا الأسبوع للضغط نحو تمرير قوانين فيدرالية للذكاء الاصطناعي، داعيةً لإطار تنظيمي “يسد الفجوات الناتجة عن قوانين الولايات المتفرقة”.
وفي إعلانها الأول، حذّرت من أن “أكبر خطر يواجهه الذكاء الاصطناعي هو خسارة سباق التسلّح مع الصين.”
