Contact Us
Ektisadi.com
صحة وغذاء

حبر الوشم قد يرفع خطر الليمفوما بنسبة 21%… ودراسة تكشف انتقاله السريع داخل الجسم

ai

كشفت دراسة جديدة أن حبر الوشم لا يبقى خاملاً في الجلد كما يعتقد الكثيرون، بل يتحرك بسرعة داخل الجهاز اللمفاوي، حيث يمكن أن يبقى لشهور طويلة، ويتسبب في موت الخلايا المناعية ويضعف استجابة الجسم للقاحات.
ففي دراسة اعتمدت على نماذج فئران لتعقب مسار الحبر بعد عملية الوشم، وجد العلماء في سويسرا أن الجزيئات تنتقل إلى العقد اللمفاوية المجاورة خلال دقائق، وتستمر بالارتفاع والتراكم لمدة شهرين، مما يؤدي إلى التهاب مستمر وموت واضح في الخلايا المناعية.

كما تبيّن أن الحبر يُضعف الاستجابة المضادة للأجسام عند تلقي لقاح فايزر–بيونتك المضاد لكوفيد-19 عندما يُحقن في جلد موشوم، في حين أدّت نفس درجة الالتهاب إلى تعزيز استجابة الجسم للقاح الإنفلونزا المعطّل.

الدراسة المنشورة هذا الأسبوع في مجلة PNAS تعمّق سؤالاً صحياً عاماً مع تزايد انتشار الوشوم. وبحسب تقرير نشرته بلومبيرغ اليوم الجمعة، تشير بيانات مركز Pew لعام 2023 إلى أن 32% من البالغين في الولايات المتحدة لديهم وشم واحد على الأقل، و22% منهم لديهم وشومان أو أكثر. ومع إنفاق مليارات الدولارات سنوياً على الوشوم، يرى الباحثون في جامعة Università della Svizzera italiana في بيلينزونا أن النتائج تبرز الحاجة إلى اختبارات سميّة أكثر صرامة ورقابة أشد على مكوّنات أحبار الوشم، نظراً لأن رقابة هذا القطاع أقل بكثير من المنتجات الطبية.

وقال الباحثون: “يمثل هذا العمل أوسع دراسة حتى الآن حول تأثير حبر الوشم على الاستجابة المناعية، ويثير مخاوف صحية خطيرة مرتبطة بممارسة الوشم. وتؤكد نتائجنا الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتوجيه السياسات الصحية وأطر التنظيم المتعلقة بسلامة أحبار الوشم.”

ورغم أن الدراسة لا تظهر ما إذا كانت التأثيرات نفسها تحدث لدى البشر إذ لم يتم اختبار ذلك بعد إلا أنها تكشف عن مخاطر واضحة، إذ إن تراكم الصبغات في العقد اللمفاوية موثق منذ زمن لدى البشر، والنتائج في الفئران تتماشى مع ما شوهد في البشر والرئيسيات.

كما أظهر بحث سويدي عام 2024 شمل نحو 12,000 شخص أن أولئك الذين لديهم وشوم كانوا معرضين لخطر أعلى بنسبة 21% للإصابة بـ سرطان الغدد اللمفاوية (Lymphoma) مقارنة بغير الموشومين، وكانت الارتباطات أقوى خلال أول عامين بعد الوشم ثم بعد أكثر من عقد من الزمن. وشمل ارتفاع الخطر مختلف الأنواع العدوانية مثل Diffuse Large B-Cell Lymphoma والأنواع الأبطأ مثل Follicular Lymphoma.

وفي دراسة دنماركية شملت توائم نُشرت في كانون الثاني/يناير، ظهرت أنماط مشابهة؛ إذ كان الأشخاص الموشومون معرضين لخطر أعلى للإصابة بسرطانات الجلد بما في ذلك الميلانوما وسرطان الخلايا الحرشفية إضافة إلى الأورام اللمفاوية، مع زيادة أكبر لدى من يمتلكون وشوماً تتجاوز مساحتها حجم الكف. وفي أحد أذرع الدراسة، ارتبطت الوشوم الكبيرة بارتفاع خطر الإصابة بالليمفوما بمقدار 2.7 مرة وأكثر من الضعف لاحتمال الإصابة بسرطان الجلد.

ويؤكد الباحثون في السويد والدنمارك أن الأدلة المتراكمة تستدعي تحقيقاً أعمق، خصوصاً أن أصباغاً مثل الكربون الأسود، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وأصباغ الآزو معروفة بقدرتها على الهجرة والبقاء في العقد اللمفاوية لسنوات طويلة.