توقعات باستمرار ضعف الطلب الصيني على الغاز الطبيعي

تواجه واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال، خطر تسجيل عام آخر ضعيف، مع استمرار ضعف الطلب الصناعي وارتفاع الأسعار العالمية، مما قد يقلل من حجم الشراء بحسب ما ذكرت بلومبيرغ .

تتوقع بلزمبيرغ أن تنخفض الواردات بنحو 15% لتصل إلى 65 مليون طن هذا العام، ما قد يجعل الصين تفقد موقعها كأكبر مشترٍ للغاز الطبيعي المسال في العالم لصالح اليابان. أما التوقعات لعام 2026 فلا تبدو مشجعة، حيث من المتوقع انخفاض الطلب العام على الغاز، ما يشير إلى انفصال الطلب عن نمو الناتج المحلي الإجمالي.

قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، كان السوق الصيني أسرع الأسواق نموًا للغاز الطبيعي المسال، وكان من المتوقع أن تصل الواردات إلى 100 مليون طن بحلول 2026. ومع ذلك، أجبرت التوقعات الضعيفة المستمرة المحللين على تخفيض تقديراتهم بشكل متكرر، حيث تقدر توقعات العام المقبل بـ73 مليون طن فقط.

قد يؤدي وفرة الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي المسال إلى خفض الأسعار الفورية العام المقبل وتشجيع بعض الشراء الإضافي من الصين، حسب بلومبيرغ. ومع ذلك، يبقى المشهد متذبذبًا، إذ شهد النشاط الصناعي في قطاعات الحديد والصلب والزجاج والأسمنت ,وهي مستهلك رئيسي للغاز , تراجعًا، في حين قد تحد حملات بكين للحد من الطاقة الفائضة والحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة من حجم الشراء.

كما تواجه محطات الطاقة العاملة بالغاز منافسة شديدة من الفحم ومصادر الطاقة المتجددة سريعة التوسع مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقد انخفض معدل استخدام المنشآت التي تعمل بالغاز إلى الحد الأدنى ضمن نطاقه الموسمي خلال السنوات الخمس الماضية، نتيجة ارتفاع تكلفة الغاز الطبيعي المسال التي أجبرت هذه المنشآت على تقليص الإنتاج.

ومن المتوقع أن يحصل المشترون الصينيون على مزيد من عقود الإمداد طويلة الأجل بدءًا من العام المقبل، لكن مع تراجع الطلب المحلي، قد يوجّه بعض الغاز إلى مناطق مثل أوروبا حيث الأسعار أعلى. وذكرت بلومبيرغ أن هذا الاتجاه من المرجح أن يعزز دور الصين في موازنة سوق الغاز العالمية، إذ تتحول الشركات الصينية من مجرد مستهلكين إلى متعاملين نشطين أيضًا.

وقال تشانغ ياويو، رئيس قسم الغاز الطبيعي المسال والطاقة الجديدة في شركة PetroChina International Co.، خلال قمة BNEF في شنغهاي: "التحول إلى تداول المحفظة ليس اختيارًا، بل ضرورة."